مدخل :
"نحن القادمون والراحلون في نفس الوقت"
قادمون من ذلك الأفق
من خلف تلك الجدران المتراصة من بين كلمات حب ممزوجة بالعاطفة
قادمون من بصيص أمل يروي عطش الحياة
وبؤرة ضوء تنير شفق الدنيا المغموسة
في لجة الحب وبحر السعادة
ننسج خيوط الأمل بصفحة مرسومة
في دفاتر حياتنا كريشة فنان غمرت بأجمل الألوان
لونت ذلك العالم القرمزي القابع خلف ذواتنا
فمنحنا ذلك حبا للحياة ورغبة في العمل
ونشاطا يتوالد مع أول لمست ثرى تطئها أقدامنا
فنحيك قصة حياتنا ببراءة الطفولة
ونصبغها بصبغة أحلام وردية
ونكتبها بحبر الشباب
حتى تكتمل بعنفوان الفتوة وحماس الحياة ونختمها بتلك الشيخوخة التي تطرق بابنا
مع مرورالزمن المصاحب :
لجريان عقارب الساعة بدقائقها وثوانيها
وعند إحتساء كوب القهوة المرة
بين شفاهنا المطبقة وأياديناالمرتعشة
نعود بذاكرتنا للوراء وإلى تلك الطفولة
التي كانت قابعة بأعماقنا
والذي طواها الشباب بجبروته وعنفوانه
ونفتح أعيننا على واقع داهمنا في حين غرة
واقع قد حفر فيه الزمن خطوطه
ونحت في كل شبر من أجسادنا تجاعيد عميقه
كما ينحت الماء الصخر
ورغم ذلك المكوث مع تاريخنا الطويل
فقد حول حياتنا إلى مدرسة ومنازلنا إلى بيوت خبرة
رويناها بكفاح مرير
مع مقارعة الزمن بمشاكله ومرارته
كما يروى العرق المنسكب منا
شجرة الصفصاف المزروعة وسط أرجاء المنزل
الذي يعكس عليها القمر نوره ليلا
وتعانقها النجوم بإشراقتهاالمنسدلة
في كل ورقة من أغصانها
والتي زرعناها عبر مراحل حياتنا
مخرج :
فتكبرشجرة الصفصاف ونكبر معها
حتى شخنا وشاخت
ساعتها تلاشت تلك القوة
التي كانت تغمر خلايا أجسادنا
ووهن العظم منا وأشتعل الرأس شيبا
وبقينا ننتظر تلك الساعة
ساعة الرحيل إلى أن يحين موعدها
"فهكذا نحن قادمون وهكذا نحن راحلون "
بقلمي : السهاد