نشرة الأخبار

آخر المواضيع

الثلاثاء، 29 نوفمبر 2011

بقلمي : صراع الأجيال



في وقتنا الحالي ظهر صراع وتحدي وفروقات كبرى بين الأجيال الثلاثة أي جيل ما قبل السبعين وجيل عهد السبعين وأجيال التسعين حتى الآن أجيال تمضي بها سفينة الحياة إلى طريق لا تعرف مداه يختلف الكل من هذه الأجيال مع بعضهم البعض في نمطية الفكر والتفكير
 كما وأن الجيل الرابع والخامس الذي يأتي نسأل الله تعالى السلامة لهم وعندما أجلس مع نفسي وأعيش الماضي وأقارنه بالحاضر هناك لا مقارنة بالمرة ، أجد نفسي ألتمس العذر لهذا الجيل الثالث المتمرد بعضهم على القيم والمعتقدات وربما عادات وتقاليد المجتمع فالخطأ كل الخطأ أن نتهم الجيل الثالث بسيل من الإتهامات كهذه دون أن ندرس ونحلل حقائق هذا الجيل والواقع الذي يعيشه والجيل السابق وهو الجيل الأول والثاني وطريقة المعيشة والواقع الذي عاشها
لو قلت : بأن الجيل الأول والجيل الثاني هو الجيل الأكثر حظاً في الحياة رغم قلة الإمكانات
الحديثة وفرص التعليم لا أحد يتهمني بالتحيز فهذه نمطية فكري وحرية رأيي ووجهة نظري والكل له مطلق الحرية في طريقة تفكيره
تعالوا معاً نرى وننظر لما هو حاصل !!
في السابق كانت الأمهات قابعات ماكثات في منازلهن متفرغات لخدمة الزوج وتربية الأولاد برغم الأمية
التي تعيش فيها البعض من الأمهات ولكن لا نستطيع إتهام أمهات الماضي جميعهن بالأمية
فالبعض منهن درسن القرآن والخط والنحو وربين الأولاد أحسن تربية فأستطاعت هذه الأم أن تزف ابنتها لبيت
زوجها وهي تعرف حقوقها وواجباتها إتجاه زوجها وكذلك إستطاعة أن تربى الولد على إحترام
القيم والدين فنراه منذ الفجر في المسجد بصحبة والده وإذا خرج إلى البرزة أو السوق
خرج بملابسه العمانية وزيه الوطني فكان وهو في سن سبعة عشر عاماً أبا يتحمل
المسؤولية الملقاة على عاتقه كما أن القنوات الفضائية والعولمة لم تكن منتشرة في
ذلك الوقت ولا الحليب المبستر والمعلب كان قد ملئ السوق بهذه الكثرة لتتهافت الأمهات لشرائه بدلا من الحليب الطبيعي
لذلك أجبرت الأم على الرضاعة الطبيعية وجعلت جيل الماضي يشعر بالترابط الأبوي والإحترام الأسري تعالوا جيلنا اليوم وهو الجيل الثالث الذي تعددت الإمكانيات المحيطة من حوله والتي هي سلاح ذو حدين قضت على مخزون تذكره حيث الأرقام تخزن في الهواتف النقالة تستدعى بكبسة زر عندما تطلب برسالة فتحولت هذه الذاكرة إلى قشرة لب يصعب عليها حفظ آية من كتاب الله أو بيتين من الشعر والبركة كل البركة في الأمهات فأمهاتهن الآتي ربين قد ربين على البركة لم تكن الواحدة منهن تعرف الكعب العالي ولا اللبس على الموضة ولا من المساحيق الخضراء والحمراء شيئاً ، فكان عطرها الصندل والمسك والزعفران مع ماء الورد أما اليوم تغيرت الأم فأصبحت تذهب إلى العمل منذ الصباح الباكر حتى نهاية اليوم والأطفال بأحضان
الشغالات وحليب نان والنيدو والسيريلاك مغذي للطفل وحضن الشغالة بديلاً لا يعوض عن حنان الأم فأصبح الطفل ما بين حانا ومانا بفضل أمهاتهم يصرخ الآباء يا ويلتنا :
ضاعت لحانا ، يقبع بالساعات هؤلاء الأطفال على شاشة التلفاز وكذلك الإنترنت ما بين مسلسل هندي وكوري وتركي وألعاب الجيم بوي والبلاي ستيشن ، ولا يتذكره أحد من والديه بسبب كثرة المشاغل بل حتى لا يذكره أحد بمواعيد صلاته كل ما على الوالدين هوالإتيان به للحياة وفي فمه ملعقة من ذهب بتوفير متطلباته له ، وإن عاتب والديه لعدم رؤيته لهم الجواب على الطائر جاهز للرد عليه : موفرٌِ لك كل شيء ماذا تريد أيضاً؟
فكيف لمن يفقد حضن والديه وهم على قيد الحياة يعرف حب الوطن والإرتباط به ، لا نلومه لوتمرد على وطنه وعلى والديه فالوطن كالأم يحتضن الأبناء وحضن الأم الحقيقية مفقود
لذلك فاقد الشيء لا يعطيه
بقلمي : السهاد البوسعيدي