
جزع من هول ما فعل نظر وراءه فوجد طلاب الجامعة يضحكون ويتلامزون قلب الطاولة رأسا على عقب من الغيظ حتى تناثرت قطع الشطرنج من كل جانب مختلطة مع بعضها ،، حاول أن يتناول علبة السيجار من جيبه وعندما أدخل يده بالعلبة وجدها فارغة لم يتبقى منها حتى عودا واحدا ،، نظر بالأسفل ليلتقط سيجارة من الطفاية كان قد أشعلها ووضعها بالطفاية نظر إلى ثقاب السيجار فوجدها وكأنها تستهزئ به ،،، ترك كل ما يحيط به وذهب ليلحقها
كانت تمشي بخفة وكأنها طاؤوس مغرور ،،، مشت دون توقف ومضى خلفها دون تعب وفجأة غيم الجو وتكاثفت الغيوم طبقات في كبد السماء ،،، حتى بدأت الأمطار في النزول بغزارة وكلما دخلت إلى شارع وخرجت منه كان خلفها متعقبا حركاتها وإزدادت برودة الجو
فقدت قوتها من كثرة السرعة والمسافة التي قامت بمشيها لتلجم جام غضبها وتنفس عن نفسها به لم تعد لها طاقة على الحركة
وداهمها التعب والدوار وهنا وقفت لتتذكر الملك والوزير وما وراءه من جنود حتى كادت تسقط على الأرض
وهنا وجدت من يمسك بها قبل سقوطها على الأرض نظرت إلى الأعلى فوجدته هو نظرت إليه بدموع متناثرة كالآلئ على وجنتيها الورديتان ،،، ونظرت إلى بريق عينه والتي قرأت فيها ندما على ضياع فرصته ،،، ساعتها شعر هو بأن غرورها في تلك اللحظة قد إنكسر وعنجهيتها قد تحطمت ،،، مسح دمعتها بيده ،،، فشاهد إزرقاق شفتيها من كثرة البرد الغير محتمل ونسي نفسه وهو معها بأنهما تحت غزارة المطر إلا حينما أمسك بيديها اللتين ترجفان من شدة البرد حينها قام بخلع عباءته التي كان يرتديها وألبسها إياها ونظر إليها بإبتسامة هادئه وقال لها :
" كش ملك "
فلقد وقعتي حبيسة الآن في سجن أبدي لن تستطيعي الخروج منه ولن ينفعك وزير ولا جنود وأمرت بحبسك في قلعة لا يطالها أحد وأغلقت عليك بمفتاح لا توجد نسخ في العالم بأسره منه ورميت به بحرآ فألتهمه سمك قرش ضخم يصعب إصطياده
أتعرفين انك حبيسة الآن هنا في أسوا ر قلبي شراين دمي هم جنودك -ودقاته هم حراسك- وقلبي أنتي ملكة بداخله
هنا نظرت إليه فجأة محدقة به وأغمضت عيناها ،،، وعندما فتحتهما تذكرت أنها كانت في كرسي الجامعة في محاضرة تاريخية بطلها صلاح الدين الأيوبي وجنوده
فقالت : آه لقد كنت في حلم جميل تمنيت لو عشت واقعه
بقلمي : السهاد