بداية هي : (من وحي الخيال فقط كتبت قصتي ، لا تمت للواقع بصلة)
كان خالد على مرمى البصر مني ولكن لم ألتفت له ، كلما تقرب مني شبرا إبتعدت عنه ذراعاً لم أكن أعبه بما يدور بخلده من إحساس ، كان كنسمة الفجر الدافئة ولكني كنت أراه كحرارة الشمس الملتهبة قد يكون هو كذلك في مشاعره ولكني كنت أراه كذلك من عدم قدرتي على تحمل خلقته وثقل وجوده على قلبي ،
كنت مرة أرتشف قهوة الصباح بمكتبي حينما دخل وألقى تحية صباحية ، رددت عليه بطرف لساني
قال كنت أتيت لكي أهديك مؤلفاتي الأخيرة لقد أنهيتها وأول كتاب أهديه هو لك ،
أخذت الكتاب ببرود وشكرته بجفاء ثم إستأذن وأنصرف ،
من عادته أن يجلس ويبتسم ويطلب من المراسل فنجانا من القهوة بعد أن يدعك نظارته ويعيد لبسها وبعدها يجلس يدردش قليلا مع الموظفين ، وهذه المرة على غير العادة لقد كان مكتئبا وشيئا ما كان يخفيه وهو يطلب فنجان القهوة ،
القيت الكتاب جانبا ولم أكلف حتى نفسي بأن أنظر فيه ، إرتديت نظارتي وأخذت قائمة الأعمال اليومية وبع د ساعات ذهبت في إجتماع طويل كان موجودا هناك ،
نظر لي بإبتسامة عريضة وكعادتي بادلته بالعبوس ، إرتعدت يده وهو يمسك القلم ولكنه هذه المرة لم يتحسس نظارته ، وبدأنا إجتماعنا
كنت كلما أرفع رأسي أراه ينظر لي بإبتسامة ، فأنشغل عنه بكتابة فحوى الإجتماع ،
وعندما إنتهينا من إجتماعنا ، إنصرفت وإذا بخالد يلحق بي ويسألني هل أعجبك إصداري ؟ نظرت له بسخرية وتحسست نظارتي وأطرقت له رأسي ،
طلب مني عشر دقائق للحديث معه وشرب الشاي بمكتبه ، ولكني إعتذرت منه وقلت له لقد إنتهى وقت العمل ولابد لي أن أذهب إلى المنزل ،
تركته واقفا فأنصرفت ، تأخرت قليلا في المكتب وبعد أن أنهيت عملي ولملمت جميع أغراضي أغلقت باب مكتبي وتوجهت لسيارتي،
سكبت رشة عطر في يدي وأرتديت نظارتي الشمسية ، وأثناء طريقي للمنزل شاهدت تجمهر كبير من الناس وسيارات الشرطة والإسعاف والزحمة شديدة والطريق مغلق،
غيرت مجرى طريقي لشارع فرعي هربا من الزحمة وقلت في نفسي : من حادث بسيط يتسببون في إختناقاتٍ مرورية ،
ومن عادتي بعد دخول منزلي أغلق هاتفي لأخذ قسط من الراحة كي أنام ،
بعد ذلك نمت وقمت وآذان المؤذن لصلاة المغرب ، صليت المغرب وتذكرت أن المنزل تنقصه بعض الحاجات وأنا بحاجة للتسوق ،
وعندما عدت من تسوقي كان الوقت متأخرا ذهبت لأخذ دش ماء لأستعيد نشاطي وفتحت التلفاز قليلا لأشاهد نشرة الأخبار ثم ذهبت للنوم ، ومن شدة التعب لم أصحوا إلا الفجر إستعدادا ليوم جديد ،
وها أنا كعادتي أخرج من المنزل تذكرت هاتفي النقال ، ركبت سيارتي ووضعت قليلا من رذاذ العطر وعندما جئت لأفتح هاتفي وجدت بأن البطارية قد أزفت ، فقلت محدثة نفسي: سأشحنه في المكتب ، ركبت سيارتي وإنتابني شعور بأن الوقت غير الوقت والشارع غير الشارع والعادة اليومية غير العادة، سرحت بفكري حتى وصلت لمقر عملي ، وها أنا أدخل وجدت الجميع صامت واجم لا يتكلم ، ألقي تحية الصباح والرد غير الرد فسألت ما بالكم وكأن على رؤوسكم الطير ،
أجابوني ببكاء وحرقة أنه خالد .
قلت : مابه خالد ماذا دهاه ؟
قالوا لقد توفى بالأمس في حادث سيارة ،
فقدت الشعور ولم استطع النطق من وقع الخبر ،
وفجأة جريت مسرعة على مكتبي لأبكي وإذا بكتابه الأخير أمامي لأفتحه وكان مكتوباً عليه إهداء بخط يده يقول فيه :
" لا أعلم عندما أراك أسرح بذاكرتي بعيدا جدا حيث كانت تعيش معي أختي التوأم الذي توفاها الله إثر مرض عضال بعد أن قاسمتني طفولتي حلوها بمرها ، ولكن فجأة وجدتك صورة طبق الأصل منها إنك تشبهين كل قسماتها فتذكريني بها ويسعدني أن تكوني أختا لي في الله "
فهل تقبلين بأخوتي ؟
دارت بي رحى الدنيا لقد فهمته خطأ ، كان كل ظني أنه معجب بي ويود أن يصارحني بإعجابه أطرقت رأسي للأسفل ، وإذا بي أرى نظارته قد وقعت تحت الكرسي الذي كان يجلس فيه بالأمس محطمة. فقد دست بقدمي عليها دون أن أشعر عندما كان جالسا وأنا أتناول الأوراق من المكتبة ، ولم يتكلم ولم يقل شيئا فتذكرت بأن اقدامي داست على شيء ما ولكن لم أهتم ظننت بأنه غطاء قلم أو علبة دبابيس،
وقتها تذكرت بأن خالد في الإجتماع كان يرجف من ألم رأسه فهو لا يرى بدون النظارة وإن جلس بدونها يصاب بزغللة ودوار ، فما كاد يخرج نهاية الدوام حتى قاد سيارته بدونها فوقع عليه حادث أليم لأنه لم يشاهد الطريق ،
آه ما أقساني كيف قسوت على زميلي ولم أمنحه الفرصة حتى يعبر عما يكنه لي من مشاعر الأخ لأخته ، ساعتها تذكرت بأنني أضعت أخا عزيزا يكن لي كل مشاعر الأخوة الصادقة ،
ترى لو كنت فهمته هل كان حدث ما حدث ؟
بقلمي : السهاد
دارت بي رحى الدنيا لقد فهمته خطأ ، كان كل ظني أنه معجب بي ويود أن يصارحني بإعجابه أطرقت رأسي للأسفل ، وإذا بي أرى نظارته قد وقعت تحت الكرسي الذي كان يجلس فيه بالأمس محطمة. فقد دست بقدمي عليها دون أن أشعر عندما كان جالسا وأنا أتناول الأوراق من المكتبة ، ولم يتكلم ولم يقل شيئا فتذكرت بأن اقدامي داست على شيء ما ولكن لم أهتم ظننت بأنه غطاء قلم أو علبة دبابيس،
وقتها تذكرت بأن خالد في الإجتماع كان يرجف من ألم رأسه فهو لا يرى بدون النظارة وإن جلس بدونها يصاب بزغللة ودوار ، فما كاد يخرج نهاية الدوام حتى قاد سيارته بدونها فوقع عليه حادث أليم لأنه لم يشاهد الطريق ،
آه ما أقساني كيف قسوت على زميلي ولم أمنحه الفرصة حتى يعبر عما يكنه لي من مشاعر الأخ لأخته ، ساعتها تذكرت بأنني أضعت أخا عزيزا يكن لي كل مشاعر الأخوة الصادقة ،
ترى لو كنت فهمته هل كان حدث ما حدث ؟
بقلمي : السهاد