الحياة بما فيها لقاء وفراق شمس تشرق وشمس تغيب ،،، ووقت يأزف بالمغيب ،،، ونبقى نحن نتجه ونذهب ونسير ،،، إن طلع علينا فجرآ ،،، لا نعلم إن كنا سنلاقي المغيب ،،، وإن غربت علينا شمسا لا نعلم أن كنا سنلقى فجرآ جديد ،،، تلك هي حياتنا وقد رسمها القدر ،،، كخطوط مستقيمة تمشي في طريق لا نعرف لها نهاية ،،، ولكن نظل مع التيار راحلون ،،، وعلى جنباتها صامدون
كثيرآ ما تخدعنا أشكالهم خاصة عند الطرقات ،،، لا نعلم إن كانوا يريدون أن يناقضوا انفسهم أو يحملون أقنعة مزيفة ما تلبث أن تتهاوى أمام هذه الطرقات ورغم ذلك ظلوا يتخبطون ويظلوا
راحلون ،،، ومن سكة لسكة ومن شارع وواد اينما اتجهنا نجدهم سائرون ،،، مشجعون بإرادتنا بعض الظواهر الغريبة دون وعي ولا إدراك منا
راحلون ،،، ومن سكة لسكة ومن شارع وواد اينما اتجهنا نجدهم سائرون ،،، مشجعون بإرادتنا بعض الظواهر الغريبة دون وعي ولا إدراك منا

قليل من يمتلك الإرادة ويبقون بحياتهم صامدون ،،، ومعظمهم من يستسلم معلنا الراية وعلى جنبات الطريق هم خاملون تنهشهم كلاب الشوارع لا لشيء سوى لأنهم إرتضوا أن يكونوا فريسة لها وبقوا عالة عليها يكتفون بما تلقيها لهم من عظام فيقتاتون بها دون أي عزة نفس وكرامة
وهم منعمون ومفعمون بالصحة والحيوية ولكنهم أبوا إلا أن يكونوا عالة ،،، تأرجحهم رياح الذل ويحركهم تيار الجهل ،،، ولو حاولت تغييرهم بعمل يجعلهم ذو كرامة لا يقتنعون ولو حاولت إقناعهم وربما صفعوك كفا يجعل رأسك مخلخلا لمدة إسبوع ،،،، والصداع لا يبارحه ،،، وكأنك حاولت أن تطعمه سما وليس لقمة حلال بيده وكد يمينه ،،، فقد إعتاد أن يمد يديه لكل من مر وعبر ،،، فتجده على أرصفة الشوارع ووسط المقاهي والمحلات متسلللآ بالأسواق ممدودة يده على نوافذ السيارات أو للأصحاب المحلات ،،، ولو جئت في بعض الأحيان تدرس حالاتهم وأوضاعهم تجدهم أصحاب محلات وعقارات أو ملايين ومليارات والتسول إتخذها عادة ،،، مثل الحرامي عندما لا يجد ما يسرقه يسرق ولو لوح خشب أو سجادة ،،، ويا ليته يخشع قلبه ويتذكر بتلك السجادة الصلاة والقبلة ،،، ولكن يفرشها ملتحفا عليها ويضع فوقها كذلك وسادة ويحلم بيوم غد بسرقة جديدة يغنم منها ما هو أفضل من ذلك
إن مجتمعاتنا العربية عانت وما زالت تعاني من آفة التسول ،،، ولكن كثرت في الآونة الأخيرة ،،، ولم يبقى شارعا إلا وصدهم ،،، ولا جدارا إلا وردهم ،،، أصبحت بعض الأحيان الشوارع تتسمى بأسمائهم ،،، شارع الشحات الفلاني ،،، والجدار الذي يجلس تحته الشحات الفلاني ،،، وربما في بعض الدول تسخرهم عصابات لذلك ،، وقد بلغت بعض الدول مبلغها في اختطاف أطفال أبرياء لا ذنب لهم وزجوا بهم في هذه الآفة وأصبحوا أطفالا في الشوارع مشردين ،،، لا أرض تقلهم ولا مأوى يظلهم
أعتقد أن هذا يعتبر من آفات العصر التي ظهرت كثيرا في وقتنا الحالي ،،، بل وبلغ حد التسول مبلغة داخل الشبكة العنكبوتيه ولا تحسبهم إلا وقد حازوا شهادة الدكتوراه وأربع سنوات خبرة في التسول ،،، ويتواجدون بالإيميلات والمنتديات ويظلوا يستدرجون الشخص في عملية نصب وإحتيال إلى أن يقع ضحيتهم
ولذلك تشعر وكأن أنفاسك قد أطبقت عليك عندما تراهم يتسولون يمدون لك أيديهم وهم يعلمون بأن " اليد البطالة نجسه "
متجاهلين حديث الرسول عليه افضل السلام" من بات كالآ من عمل يده بات مغفورا له "
وفي الحديث الشريف يقول عليه أفضل الصلاة والسلام : " من يستعفف يعفه الله "
فحذار أن تشجع على آفة التسول ،،، وأعرف كيف تنفق زكاتك أو صدقتك ،،، فالمؤمن كيس فطن
لا ينفق ماله الا لذو حاجة وليس لمتسول على ناصية جدار أو شارع أو في منتدى بنصب وحياله
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سأل وله ما يغنيه جاءت مسألته يوم القيامةخدوشاً أو كدوحاً في وجهه"
فمن الأخطاء الذي يقع فيها المجتمعات التشجيع على آفة التسول دون حسيب او رقيب
دمتم بصفاء الروح ونقاء السريرة
بقلمي أختكم : " السهااااد "