لا زلنا محل جدال حتى الآن لا ينتهي ما بين رأي ورأ ي هذا الجدال ليس وليد اللحظة وإنما هو تراكمات عدة سنوات مفاده يتلخص حول ما إذا كانت الصحافة المعتمدة الآن على جدران وزوايا الورق قد تسحبها رياح التكنولوجيا والعولمة وما إذا كانت في طريقها للزوال نتيجة لتزايد طوفان المد الإلكتروني وذلك على جميع الأصعدة والمستويات في جميع أنحاء العالم و الأهم من ذلك تلك المبررات الواهية المتعلقه بتناقص معدلات الذين يستنشقون عبير الورق ومداده الزاخر بالمعلومة بحيث تمكنهم من القراءة وخصوصا فئة الشباب و منها تلك التي تتعلق بتأثير الأزمة الإقتصادية العالمية على القدرة الشرائية و هو بالتالي ليس بخافي على أحد بأن هذا الأمر هو الذي أثر سلبا على حركة البيع و الشراء لتلك المواد المتعلقة بجميع المنتجات الإستهلاكية و بلى شك فالكثير الكثير يعتبر بذلك أن الصحف تدخل من ضمن تلك القائمة
يكثر الجدال بالطيع في هذا الموضوع نظرا لتعددية الآراء ووجهات النظر وإختلاف الأجيال والفئات العمرية ومستوى بيئتها وثقافتها و هذا يعتبر به شيء من الصحة والمنطق إذا ما جئنا لنقرأ بعين فاحصة ونحلل تلك الأرقام التي تصدر بين لحظة وأخرى وحين و اخر المؤسسات الصحفية و التي من خلال مؤشراتها تلك تشير بأن معدلات الإنفاق الإعلاني في تباطئ مستمر نظرا للحراك الإقتصادي و بالتالي ادى ذلك إلى إنخفاض في معدلات أرقام التوزيع وهذا كما هو معلوم لدى البعض منا يعدان امران اساسيان في عمليتي الربح و الخسارة لأي دور نشر ولأي صحيفة مميزة تعمل ليل نهار على توفير محتوى معلوماتي يعطيها تميزا عن باقي الوسائل الأخرى التي تقوم بمنافستها في السوق الإعلامي والتي كثيرا ما تتعدد فيه مصادر المعلومات و تتنوع فيه وسائل الإعلام المختلفة
حسب ظني الكثير كتب في هذا الجانب والكثير قام بتشخيص الحالة الراهنة منذ البدابة فلا نغفل عن جانب هام جدا وهو بأن هناك الكثير من الذين يتابعون ويعشقون الجانب الإعلامي ممن بفقهوا بهذا المجال و بكل إقتدار و من هنا لا بد من محاول طرح جزء ولو يسير من الحلول التي هي من الأهمية بمكان أن تتم مناقشتها من قبل المهتمين في جانب إجراء عملية تنشيطية و إعادة إنعاش الصحف الورقية ومداواتها بما يسمى بإكسير الحياة الثقافية والفكرية التي نفتقدها ونتعطش لها ولابد من المقاومة والصمود حيال تلك الأزمة التي تعيشها وتضغط على محبرتها وتجتر أوراقها في هذه الأيام الصعبة بالذات و التي تراكمت فيها اسباب كثيرة جعلت من إستمراريتها كمشروع تجاري مربح يتناقص يوما تلو الآخر خصوصا إذا لم تتغير تلك الأفكار والعقول تغيرا جذريا في عقلية العمل الإستراتيجي لمثل تلك الصحف و ليس على صعيد واحد وإنما على جميع الأصعده سواء كان على الصعيد التسويق او التحرير او البناء والتنظيم هناك حلول واردة ومبسرة وسهلة جدا لما يجب أن تقوم به الصحف الورقية حتى تستطيع أن تحد من الخطر الذي يحدق بها ناهيك عن إضافة أخرى وهي محاولة أن ي سليط الضوء على وجود آلية وإستراتيجية أخرى وناجعة في تطوير العمل الداخلي للمؤسسات لكي تستطيع من تحقيق إستمرارية من التمازج بين جانبين وهما : الربحية و الديمومه.
١- إن تغيير هيكلة وعقلية البناء الداخلي للمؤسسة الصحفية من الأهمية بمكان وخصوصا ذلك المتعلق بالنظر لها كوسيلة إعلامية مهمتها فقط نشر أخبارا و مقالات عبر الصحف الورقية إلى عقلية المؤسسة المهتم بالقلب والعمق في مجال الصحافة بحيث تستطيع أن تصنع لنفسها محتوى إعلامي تهتم بتوزيعة عبر عدة وسائل مختلفة والتي منها الصحيفة الورقية و كذلك المواقع الإلكترونية التي أصبحت الآن تزاحم الشبكات العنكبوتية في هذا الجانب كما أن الهواتف الذكية الجوالات لها من الفائدة الكثير ، بحيث يبقى الجميع وفق منظومة متكاملة وسلسلة مترابطة تكمل كل واحدة منها الأخرى و تتمكن من عالم التنافسية الواسع فيما بينها في الحصرية السبق الخبري.
٢- لا بد وأن تكون للصحيفة الورقية تبويب خاص هذا التبويب مبني ليس على نتائج عشوائية وإنما هو نتاج وثمار بحوث تسويقية قائمة على إحتياجات ورغبات القراء في جميع المجالات وليس قائم في الأساس على خبر معلن كما هو الحال الآن أو ما يراه رئيس التحرير أو المخرج الفني للصحيفة ، وهنا نقول “إعطي القارئ ما يريد و سيأتيك المعلن دون عناء”.
٣- في هذا العالم الواسع ذات الكم الهائل من المعلومات الذي يتسم بأسواق ذا تنافسيه عالية يتطلب الأمر على من يرغب ويريد أن يدخل عالم المنافسة أن يخلق لنفسه قطاعا ومؤسسه يحولها هو بنفسه إلى ثوب جديد يخرج جدران الصمن لكي يكون له ما يميزه عن غيره فلا يحاول حذاري أن يكسب الجميع وبعد ذلك يجد نفسه ينافس الجميع و بالتالي يخسر من الجميع الخسران المبين فيبقى كغريق عطشان يبحث عن الحياة والموت في الآن معا لأن كل المنافسين لهم ما يميزهم وهم بالتالي يتميزون في حقولهم المتخصصه ، لذلك فالتخصصية مطلوبة وهي تعتبر من أهم أسباب النجاح و الصمود، و هناك أمثلة كثيرة على نجاح و تميز الصحف المتخصصه في دول مختلفة من العالم
٤- لا بد من أن يحظى قطاع التدريب بعناية القائمين على تلك الصحف بحيث يتم تدريب موظفيهم على أفضل الأساليب في مجال الإدارة و التخطيط و كذلك التسويق، لأن هناك لدينا وللأسف الشديد منظور جدا مهم من جانب القيادات الإعلامية وهو إعتقاد الحس الصحفي وبالتالي يجعل من يمتلك هذا الحس الصحفي بأنها يستطيع بناء العلاقات الإجتماعية وينتكهن بأنه يستطيع أن يتعامل مع جميع متطلبات القراء و نفسيات جميع العاملين و كذلك مكونات الربح و الخسارة بإقتدار، وهذا بالطبع ليس صحيحا فهناك الكثير من الصحف التي تواجه صعوبات متعددة سواء كانت صعوبات مالية أو كانت صعوبات إدارية يتضح بأن قياداتها ليس لديها من المعرفة تلك القدرة أو الدراية والتمكن من أسس إدارة فريق عمل و لا التعاطي مع الكثير من الأمور والقضايا خصوصا تلك التي تتعلق بالقوائم المالية و كذلك تنقصهم الدراية باللأسس العلمية الذي تمكنهم من تقييم إنتاجية و أداء العاملين ومن جانب آخر تنقصهم الحنكة والدراية في وضع آليات لتحسين إداة الوقت أو ذلك الإهتمام بالتخطيط أو العمل بروح الفريق الواحد
بقلمي : السهاد