
النحل رغم أنه يلسع ولكن يعطينا أجمل غذاء أنه العسل ذلك الشراب المصفى المختلف الألوان الذي يخرج من بطن هذه النحلة إنه شفاء للناس ، كل شيء جميل وهبه الله تعالى على ظهر هذه الأرض لللإنسان ليستمتع به ويشكر الله تعالى على هذه النعم الجميلة ، الصحبة الصالحة مطلب وهدف ينشده الجميع ، كما أن الأخوة الخالصة والرابطة القوية للقرابة والدين والنسب هدف أيضا يتمناه الجميع ، لا يعيش فرد على وجه هذه البسيطة منزوياً بذاته مستقلاً بنفسه ، دون أن يتمازج مع افراد آخرين ، فبمفرده لا يستطيع أن يقوم على خدمة نفسه ، هناك علاقات عمل ، علاقات تنشأ بوقت الدراسة ، علاقات الصحبة في السفر ، وطالما تمازج الأفراد مع بعضهم الخلافات فيما بينهم واردة ولكن ليس معنى ذلك بأن ندع خلافاتنا تتحكم بذاتنا ونعيرها أهمية كبرى تسيطر حتى على تعاملنا مع أسرتنا وفي بيتنا بل وتقض مضجعنا ، إن
التسامح والإعتذار جميل عندما يكون بنفس إيمانية وقلب صافي ، وقبول الإعتذار أجمل عندما لا تشوبه شائبة أو يغلف بغلاف التمثيل ، فالإعتذار بمثابة لسعة النحل عندما يوصل الشخص منا إلى هذه المنزلة رغم أنها لا يقلل الإعتذار من قيمة نفسه شيئاً ، إن لم يرفعها عالياً والتسامح مع المعتذر كشراب العسل لدى الطرف الآخر0 إن التسامح دائما يجب أن نعلمه بأنه هو نصف السعادة والسعادة لابد أن نجعلها عادة لنا في جميع الأحوال والظروف ، فلا نسمح لأنفسنا بأن تستسلم وتحبط
ولكن ليس مهنى ذلك بأننا دائماً نسمح لأنفسنا بأن تخطئ فنعتذر أو يخطئ علينا آخرون فنقبل الإعتذار وننسى الأمر ، إذ أن الإعتذار كناية عن ندم في القيام بفعل معين لا يتقبله الطرف الآخر ، وهو بمثابة دق جرس التوبة والندم ومن شروط التوبة الندم على المعصية والإقلاع عنها وعدم العودة إليها ، لهذا لابد لنا العيش بسلام وأمان ولا ننزل بأنفسنا لمنازل تجعلنا صغاراً في أعين الآخرين 0
دائماً الأخوة الصادقة تشد على بعضها البعض ورب أخ لك لم تلده أمك ، تجده ثابت راسخ معك وقت الشدائد والمحن كما لو كان أخاً لك من أمك وأبيك 0
فلا أحد أفضل من أحد لا بوجاهة إجتماعية ولا بمركز ولا بأصل 0
الأفضل من يملك التسامح والعفو عند المقدرة ويكتسب خلقه من القرآن الكريم 0
فدع غدا لله ربك يسخره لك كيفما يشاء ومن أخطأ في حقك إبتسم له واهديه وردة إن إستطعت 0 وعش وسامح وابتسم تكن دوماً سعيد
بقلمي : السهاد البوسعيدي
