نشرة الأخبار

آخر المواضيع

الأحد، 28 أغسطس 2011

بقلمي : أنغام على أوتار حياتي


نولد باكين صرخاتنا تدوي كل زاوية من زوايا المكان بعد أن كنا في ظلمة الرحم خرجنا للنور نتنفس عبير الحياة نرسم آفاقا للمستقبل ، أثناء ولادتنا لم نولد نحبو أو نجري كانت أعيننا مقفلة وما أن بدأ النور يفتح لنا الأمل حتى بدات أعيننا ترسم ملامح من حولنا ، إبتسامة رائعة نسطرها مع مرور الأيام عندما نبدأ نلمس أصابع يد أمهاتنا ونشم عبق عطر والدنا من بعيد ، نبدأ نعلم ونتعلم ونعرف بأننا ولدنا على الفطرة كعجينة لينة ما تلبث مع نمو أجسامنا أن تتشكل وتصبح الحياة لنا مدرسة خصبة ، بدايتي مع الحياة عندما فتحت عيناي على حضن أمي وحنانها الدافئ فيشعرني بنشوة عارمة لأقبل على الحياة سليما معافى ، أحب الحياة وأتعلق بها عندما تطبع والدتي أولى قبلاتها على جبيني وخدي فأشعر بطاقة كهربائية يتدفق من خلالها الدم ويسري ليغذي لي عقلي ، وخلال فترة وجيزة أشم عطر أبي الممزوج بهيبة الأبوة وقدسيتها فأشعر حينها كعود أخضر ما يلبث أن زرع وأعتني به فكبر ، عندها يصحبني والدي إلى ذلك السور الكبير وأرى مجتمعا مختلفا عن بيتي الذي ولدت فيه مجتمعا به مئات الأفراد أعيش وسطهم أصاحب بعضهم وأستمع إلى أحدهم هذه هي مدرستي التي جذبني فيها أحدهم إنه مختلف عنهم ما يلبث أن ينظر لي فيبتسم حتى أبادله ببسمة بريئة إنه معلمي ، رجل عليه سمات العلم والفكر متزن الشخصية ذو صبر وتواضع وروية معطاء إلى أبعد حد ولكنه ذو هيبة وذكاء ، إنه شمعة تحترق تنير لي الدرب ،فعلمت بأن الحياة لا تقف عند أم ربتني وأب رعاني ومعلم أدبني ،هناك وخلف أسوار مدرستي وعلى مرمى مد البصر أرى قلاع شامخة وأعلام باسقة وشوارع وعرة وأخرى ممهدة علي أن أجتازها بنجاح ذلك هو مجتمعي الذي أعيش فيه حينها علمت بأن في المجتمع مسجد يريح نفسي ويؤنس وحشتي فتسابقت إليه خطواتي ومن كل هؤلاء عرفت ان لي وطن أنجبني ورعاني وللوطن قائد حماني فعلمت حينها بأن أسرتي ومدرستي ومجتمعي علماني بأن أكون سفيرا في حياتي حتى أعرف حب الله وحب الوطن والقائد وهذه جميعها عناصر شكلت من العجينة إنسانا صالحا له مبادئ وقيم وإيمان بالله حريص على طاعته . لذلك لا بد أن أعيش وفق منهج وأهداف أرسمها في حياتي حتى أرد الجميل لكل هؤلاء وأصنع مدرسة أخرى صالحة في الحياة ليتعلم منها غيري ،