نشرة الأخبار

آخر المواضيع

الأحد، 28 أغسطس 2011

بقلمي : الحرمان العاطفي




الحياة التي وهبها الله تعالى لنا نعمة عظيمة يتوجب عليها الشكر لله تعالى فما خلقنا الله تعالى في هذه الحياة عبثاً وإنما لحكمة عظيمة وغاية جلية وهي عبادته تعالى وإعمار الأرض بالنسل والحرث . خلقنا الله تعالى وقد ألقى على عاتقنا مسئولية جمة وكل مسئولية تقود لمسئوليات اكثر وبالمقابل اوجد لنا النعم العظيمة هذه لنشعر بعظمة الخالق فنعمه تعالى لا تعد ولا تحصى ، الإنسان عجول بطبعه يريد ويرغب وكلما حصل على مبتغى أراد الأكثر والله تعالى كريم رازق قادر على العطاء فكم من عابد صلى ورفع يديه للسماء يطلب جاهاً أو منزلة إلا وأعطاه لها وكم من محروم من ذرية بكى وتضرع إلى ربه آناء الليل وأطراف النهار إلا وقد إستجاب الله له وكم من فتاة تأخرت في سن الزواج دعت ربها بأن يرزقها زوجاً صالحاً إلا واستجاب لها . فيد الله تعالى ممدودة بالعطاء .
ولكن من شكر الله على هذه النعم بعد عطائها له؟
فشكر الله تعالى والله لشيء عظيم لا يقدر بثمن أعظم من السلطة والمنصب والمال فما فائدة السلطة وأنا مكروهة منبوذة يسبني هذا ويقذفني هذا ويأكل لحمي الضعيف والقوي .؟؟
وما فائدة المال الذي أملكه إن لم يسخر لي قلوب الناس بالمحبة والوفاء والإحترام ؟
وما فائدة كل هذا وأنا أعيش في حرمان عاطفي سواء من قبل المجتمع أو الأسرة ؟
هل جرب أحدكم الحرمان العاطفي الذي يعيشه البعض من الناس ؟
هناك بيوت تصرخ وجدران تإن لفقدها الحنان والعاطفة ؟
فالحب والعاطفة كالماء الذي يسقي البشر ما يلبث أن يدخل الجوف بعد الظمئ إلا وأبتلت به العروق .
زوجة محرومة من العاطفة .يقابلها زوج يشتاق للحب والعاطفة من زوجته
وكم من آباء وأمهات حرموا من حب أبنائهم وعطائهم يقابله أبناء محرومين من حنان الوالدين وعاطفتهم وليس إلى ذلك سبيل .
البعض منا يجهل الكلمة الطيبة والعاطفة التي تنبثق من جوف القلب لتنسدل على زوايا الروح فتحيي العروق الميتة فكل شيء لا يتجدد يضمر ويركد كالمستنقع وتكثر عليه الشوائب والطحالب .
فما الذي يمنعك من جعل حياتك كنهر جاري متجدد يعيد السعادة والحياة للوجوه الميته والذي أعياها التعب وأرهقها الحرمان .
أيتها الزوجة بين يديك كنز مدفون تبحث عنه الكثيرات وقد حرمن منه فلا تبخلي عليه بالكلمة الحانية والعاطفة الجياشة .ما الذي يمنعك من إطلاق العنان للكلام بداخلك رغم أن لك أصابع تستطيع أن تخلل جذور شعره بلمسها بخفة وحنان وصدر كبير يحتضن العالم فأحتضنيه حتى لا يذهب لغيرك !!
ايها الزوج زوجتك التي أحببتها وأخترتها من بين بنات الدنيا لا تشكك بإختيارك لها فأنت من إخترتها جدد حياتك معها بالحب والحنان وأعلم بأنها كانت أميرة في بيت أهلها مدللة من قبل والدها فأشبعها العاطفة وأسبغ عليها الحب والحنان وخذها إلى عالم رومانسي خيالي تحت ضوء الشموع وقصص ألف ليلة وليلة .
ايتها الأم لقد حباك الله بدرر غيرك الكثير يتمنى أن يسمع كلمة امي ويتردد للعيادات والمستشفيات من أجل ذلك فأحمدي الله تعالى بأن لك أبناء وهبهم لك قرة أعين تتباهين بهم أمام الناس فلا تكبتي حنانك ولا تبخلي بأن تطبعي على جباههم قبلة توقد بداخلهم جميع الحواس وتحركها ليصبحوا ثمرة صالحة من ثمار المجتمع
ايها الأب إن الله قد أنعم عليك بأسرة تحبها تتحدث إليها يستمعون إليك ينتظروك بكل لهفة وشوق غامر فلا تضيع وقتك بالسهر خارج البيت مع الشلة والرفاق تبتسم لهم وتضحك معهم وإذا ما رجعت إلى منزلك رجعت مكفهر الوجه عابس إما رفعت عليهم صوتك بالتأنيب أو أويت إلى فراشك وتركت شوقهم إليك كشمعة أنطفئ نورها .لا تجعل التعامل مع أسرتك تعامل رسمي وكأنك في دائرة حكومية سنت لها قوانين متبعه لا يمكن الخروج عنها ,، ولا تجعل زوجتك تعاني من برود عواطفك ومشاعرك دون ان تصرح لها بالحب والحنان وأنتي أيتها الزوجة بالمقابل زوجك طفل مدلل يحتاج ان تشعريه بوجوده وتسبغي عليه من حنانك حتى يكون ورائ كل رجل عظيم إمرأة .
إياكم وكتمان المشاعر التي تولد الإنفجار وتخنق الجدران لأن مجتمعاتنا العربية تعاني من الحرمان العاطفي ومن الجفاء الذي يرتسم على وجه رب الأسرة إذا ما جلس في بيته وامام اولاده وزوجته .

فالرسول صلى الله عليه وسلم خيركم لأهله وهو قدوة للمجتمع المسلم فها هو يغازل زوجاته ويلعب مع أولاده وأحفاده وحنونا على بناته .فالعاطفة بداخل كل منكم نار متقدة لا ينطفئ لهبها فأوقدوها ولا تجعلوها بداخلكم كرماد هبت عليه الريح في يوم عاصف .