نشرة الأخبار

آخر المواضيع

الخميس، 25 أغسطس 2011

هل فصل الربيع هو نفسه فصل الخريف ؟




هناك مثل يتناقله الروس بالوراثة أباً عن جد يقول المثل :بأن مائة أرنب لا يمكن أن تصنع أبداً حصانا.

فما مناسبة هذا المثل الآن حتى يتم ذكره هنا ؟

سؤال يدور بمخيلتي عن سقوط بعض من الأقنعة العربية الزائفة إذا ما عدنا لبداية غليان شوارعها وغضب شعبوها !!

هل بإمكان سقوطها يصنع ربيعاً من بعد خريف يغير مجرى الأحداث الذي عاشته هؤلاء الشعوب تحت ظل وكنف حكام عرف عنهم بالفساد والظلم ؟




 

.فصل الربيع هو نفسه فصل الشباب وهذا الفصل بالذات بحاجة إلى رعاية وإهتمام حتى يعطي أفضل ما لديه ويثمر ثماراً تسر الناظر وتشرح بال كل خاطر ، ولكننا للأسف لا نستطيع قول بأن الربيع على هذه الدول العربية حتى الآن لا يزال مختبئاً بأبعد مدى عن السنوات الضوئية التي تلامس كرتنا الأرضية !! فمازالوا يبيتون في أصقاع الخريف يغطون في غيبوبة اليابس والناشف من الخبز الذي يتهافتون عليه على زحام طوابير الجمعية طمعاً فيما يسد رمقهم ويجدون فيه قوت يومهم وحتى الآن لا نزال في شتاء الماضي. غيوم ورياح وصرير أبواب لا تفتح. ولا تزال الثورة العربية تطرح على العرب المسائل اليومية لا المصيرية. فما زالت الشعوب العربية تلتحف بلحاف الظلم والفساد رافضة بيد حكامها أن تعيش في مستقبل الحرية الفكرية المطرز بثوب الشفافية والعدالة
فلننظر لحال شعوبنا منذ أن إكتنفت الثورة تونس على يد البوعزيزي بسبب صفعة إمرأة آثر من خلالها حرق نفسه على أن يظل يسترجع صفعة الأنثى وحتى مصر التي دهست عجلات قوات جيش مبارك جثث الأبرياء وحولتها لعجينة لحم مفروم وتعالت منها صرخات زوجات ترملت وأمهات مكلومات مروراً بليبيا العزيزية ومصراته واليمن صنعاء صالح ،، فأين الربيع الأخضر الذي يختال ضاحكاً من حسنه حتى يبدوا رونق إبتسامة العرب مشرقة من خلاله ؟

أليس من حقنا أن نكتب ما نكتبه أم تكمم وتكتم أفواهنا ؟ ونحن نرى الشعوب العربية تعيش سنوات الخريف ويوم من الشتاء يمر عليها مرور الكرام تحت محطة قطارها دون أن تعيش عز الربيع وأبهى نظارته فبدأت شاحبة الوجه ذابلة مقفرة ذو لون أصفر مما أصابها من أمرا ض أنهكتها بسبب سوء التغذية وفقر الدم والأنيمياء التي نخرت عظامها وسبحت في دمها حتى أصبح يجري في أوردة جسدها بصعوبة شديدة نظراً لضيق هذه الأوردة

أين القانون الذي كان يحكم هذه الشعوب الثائرة في البعض من دولنا العربية ؟ وكم هي ثقل كفة ميزان العدالة فيه ؟ أين الحرية التي كانت تنشدها هذه الدول ؟ بل أين مصداقية الحوار وتقبل وجهة نظر الرأي والرأي الآخر ؟

بعد ما حصل من ثورة لا يستهان بها وغليان شوارع بعض الشعوب العربية بوجه حق هل سيفيق هؤلاء الحكام من سباتهم وأحلام ألف ليلة وليلة ؟

متى سيعلم هؤلاء الحكام بأن شباب الجيل الثالث أصبح يرفض فصل الخريف دون أن يمر بإطلالة الربيع ؟

إن الربيع الذي ينشده جيل اليوم هو إسقاط الكثير من وزراء ووكلاء بعض الحكومات التي شكلت جدار بطانة فاسدة خلف الحكام ولبست قناع النزاهة والشفافية حتى سقطت هذه الأقنعة وظهرت ما كانت تخفيه من فساد وجشع فنهبت أموال الدولة وحقوق الشعب !

وهنا لي وقفة متأمل وسؤال يحتاج إلى تركيز وتأني :

هل ما حدث من ثورات كانت فقط تنادي بإسقاط البعض من رؤساء الدول كالعابدين والقذافي ومبارك وصالح ؟

أم بإقالة البعض من وزراء ووكلاء الحكومات ؟

أم من أجل تحقيق حلم الربيع الذي يطل على الجيل القادم بثوب أخضر من النزاهة والعدالة والمصداقية ونبذ الظلم وإلغاء العادات الغوغائية المنتشرة وبتر أعضاء الفساد لبطانة البطانة الفاسدة ؟

إن الربيع الذي ننشده الآن ليطل على معظم الدول العربية ننتظره بفارغ الصبر ، من قبل رؤساء وزعماء الحكومات ، فالدول الأخرى الغربية والتي لا تتدين بالإسلام قد إنتهجته ولبست شعوبها الربيع الأخضر عن طريق الإنتخابات التشريعية والمجالس البرلمانية وإنتشار المحاسبية فالرئيس هناك من أجل خدمة الشعب على غرار الدول العربية التي شعبها إنوجد لخدمة الرئيس والمال هناك مال عام يحاسب فيه الرئيس حتى على دفع فاتورة الهاتف والكهرباء ولا يستطيع الرؤساء التصرف فيه على غرار ما نعيشه في دولنا العربية حيث المال للرئيس يهبه لمن يشاء وكيفما يشاء .

أن الربيع الأخضر الذي ننشده حتى يلبسه العربي لابد من وجود حاكم يتعامل مع شعبه بحب وإخلاص وشفافية ، فيشعر الحاكم أوالرئيس بأن الشعب هو من يكمل عليه كما أنه هو من يحتضن شعبه ، و بذلك يكون الحاكم أوالرئيس هو ذلك الربيع الأخضر الذي يشرق على مواطنيه مبتسماً ضاحكاً من حسنه وبهائه

قلما توافرت تلك الصفات الربيعية في قائد إستطاع أن يضحي من أجل شعبه فيلبسه من الربيع الأخضر حلة ً ذات جمال وبهاء تنساب كإنسياب نقاء الماء في جداول إنسيابية تسقي حقولهم الخضراء وتجعل من أزهار جنانهم روضة خضراء سوى قائد واحد إستطاع أن يخرج شعبه من غياهب الظلم إلى نور الدجى ، فضحى بالكثير من أجل شعبه وأمر بالكثير وأعطى الكثير ، فكان له قصب السبق في الكرم والسخاء وضربت به أروع الأمثله في شتى بقاع دول العالم في حكمة القائد السياسية .

فلله در أم أنجبته ويا له من زعيم عربي عرف بحنكته وسياسته التي تتحاكى بها دول العالم الأخرى وتتناقلها قنواتهم الفضائية المقرؤة والمسموعة ، فهنيئاً لنا قابوس وهنيئاً لقابوس شعبه وهنيئاً لقابوس والشعب عمان ولولا قابوس ما كانت عمان

بقلمي : السهاد