صوت الرصاص المدوي الذي يصم آذاننا ويخترق صمامات قلوبنا هو صوت التشتت والضياع وتوسيد الأمر إلى غير أهله لقد سقط العرب في غياهب الجب ولم ينقذهم أحد من ظلمته سنوات وهم ينتظرون احد السيارة لتلقي لهم دلو الإنقاذ فتخرجهم من ذلك الجب الضحل الذي سقطوا فيه لكنهم وللأسف ظلوا في حلم حتى أفاقوا من سبات عميق كسبات أهل الكهف حين لبثوا في كهف ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا إلا أن الفرق هنا أنهم لبثو...ا هؤلاء في غياهب الجب وظلمته فكان الرصاص المدوي والبارود المصهور يطيش بهم هنا وهناك فيتلقفه البعض بجسد الغدر في وقت يفتح فيه بعضهم صدره ليلتقفه جسد الإخلاص وحب الوطن ليحرر نفسه من ظلم العبودية والجبروت إلى نور الحرية والتحرر ، كممت افواه وأخرست السن تحت صوت البارود والرصاص حتى أفاق الجميع من سكرتهم الكبرى مطالبين بالحرية والحقوق وفق منهج شرعي وقانوني ، لا حكومات ظالمة تتهب حقوقهم وتقتات على لقمة عيشهم ولا مسؤول يختلس من جيوبهم ليشرب من دمائهم حتى يصاب بعضهم بأنيميا حادة فيحتاج لنقل دم ليستطيع ان يعيش غده لو ليوم واحد بعد أن سمح هؤلاء الفسدة بمص دمه وسرقة حقه ، فأضطر بعد ذلك صاحبه لحرق جسده حتى تنجو بقية الأجساد من لهب النيران المشتعلة في بلادهم وما هي سوى لحظات حتى أصبح رصاصهم ثورة من الهتافات المطالبة بالحقوق وبارودهم مظاهرات تطالب بالعدل والحرية والمساوة ولم يوقفهم دهس جثث أحدهم تحت فرامل العربات ودخان غازات مسيلة للدموع فرائحة الخبز على طابور الجمعية ما تزال أمام أعينهم فبجمعة غضب إستطاع هؤلاء فعل الكثير ، ولكن لنسأل أنفسنا سؤالا واحدا هل سيتحقق لهؤلاء الكثير والكثير مما أرادوا لأنفسهم ؟ وهل سيأتي يوم عليهم هو أفضل من سابقه ؟ هل التغيير دائما يأتي بالأفضل ؟ ايام قادمة وزمن قادم وعقارب ساعاتنا تمر بدقائقها وثوانيها ، وها نحن نرقب عن كثب ما حدث بالأمس وما يحدث اليوم منتظرين الغد كيف سيكون ؟
بقلمي : السهاد البوسعيدي
بقلمي : السهاد البوسعيدي