نشرة الأخبار

آخر المواضيع

الاثنين، 28 نوفمبر 2011

بقلمي :هكذا رباني جدي وهكذا أكون0


لا تسألوني عما يكون بداخلي من أسرار فحتما هي مرسومة على تقاسيم وجهي يفضحني ذلك الصمت المطبق بين جدران الشفاه لا أذكر من طوارق الزمن إلا طارق حفر بذاكرتي،عندما توفى الله جدي واعتراني الحزن ،فقد فقدت إشراقتي وضيعت عزف قيثارتي
وكأنني شيخ هرم ينتظر نهاية رحلة الحياة،فقد كان جدي الحضن الدافئ الذي يحتويني،أسمع منه حكايات تنسج وشريط تاريخ يروى

كنت كثيرا ما اغوص بعمق ذاكرته أستخرج حزاوي،،شبهت حزاوي جدي بحزاوي الدار تتناقلها الألسن وسط بيوت الجيران
تلك هي ذكريات جدي ، التي شبهتها بقماش ناصع البياض كقلبه الطاهر النقي ، وصوته العذب الندي
كانت يده كريشة نعام من خفتها وهو يوقظني لصلاة الفجر حتى لا افيق مذعورة خائفة ، وكان كلامه كالدرر المتناثر وهو يحكي لنا قصص الصحابة ورسولهم الكريم ،، كانت عيناه تبكي خشية وهو يقرأ القرآن الكريم
وكنت أبكي معه لأني لم أفهم ساعتها ما سبب أن يجهش جدي بالبكاء وبالذات أثناء تلاوته للقرآن ،، وعندها قمت أخبئ المصحف ،، ويقوم هو بالبحث عنه هنا وهناك بين الأرفف وزوايا المكان حتى يعثر عليه ، وفهم ساعتها أخيرا بأني من أخبئ المصحف عنه ، ساعتها فسر جدي لي سبب بكائه وما زلت لم أقتنع لصغر سني ، علمني أن لا أنظر للقمة في فم غيري ، ولا أمد يدي لشيء ليس لي ،، ولا أتحدث عن كل ما اسمعه
ومات جدي
ولم يدري أحد ما صنعت ذكراه في أزاهيري وبستاني
ما اعظم ان نتذكر من رحل ؟
وما أعظم أن تبقى ذاكرتنا يقظة
حتى يوافينا الأجل
هكذا رباني جدي وهكذا أكون0