نشرة الأخبار

آخر المواضيع

الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

بقلمي : ليتنا مرفوع عنا القلم



ملاحظة :نشر في جريدة الشبيبة


ليتنا كمن سلب عقله بالفطرة أثناء ولادته فنستطيع أن نمارس جنوننا كما نريد ونبتغي ، لكنا الآن مجانين بإرادة حاضرة - ولسنا مسلوبي الإرادة أو مكبلي الحرية ، المشكلة الكبرى هي أننا في زمن الحريات والإنفتاح حريات تسير على جسر حافة هاوية حافين القدمين إما أوقعتنا أرضاً حتى تنكسر أعناقنا وإما جعلت أقدامنا منغرسة في الوحل - نحن ندرك بأن الجنون فنون ولكن فنون جنوننا الآن جعل البشر أضداد ما بين الهزيمة والإنكسار وما بين الضعف والإنهيار وأصبح عالمنا يعيش كما عاش تبيريوس في العصر الروماني متعطش لشرب الدماء يجتث هذا ويحصد عنق ذاك ، والكثير منهم بات عبيد الحرية وهم يتمنون أن يعيشوا عيشة المجانين  فأضاعوا قصور كسرى وقوانين بيبلوس .وهم يظنون بأنهم يشبهون سعد المجنون في جنونه والفرق بينهم وبينه بأن سعدا كان مجنون الجوارح وليس مجنون القلب . من يبتغي أن يعيش في عصرنا هذا لابد أن يكون 2x1 كما قال جوان كردي بأنهم يغردون خارج السرب طبعا هذا فقط نستثني منهم أصحاب الضمائر النائمة والرؤوس الفارغة ، حيث يصعب تنظيفها من أدرانها وأوساخها ، الآن نحن من يدفع ثمن حريته الفارغة المغلولة بالأصفاد ، ونتمنى جنون سعد المجنون الذي أضحك عليه شباب البصرة وأطفالها ، المجانيين يكتبون ما يريدون ، يقولون ما يريدون ، يفعلون ما يريدون ولكن دون أن يظلموا أحد أو يسلبوا حق أحد ، لهذا هم الأحرار ولسنا نحن ، الذين نحلم بنصف العالم ونحتار من أين نملكه من الأعلى أم الأسفل الشمال أم الجنوب ، ولما نجد أنفسنا في حيرة نتمنى ان نملك العالم بأسره بينما هناك عالم في النصف الآخر يموت من الجوع ويحلم بخبزة تسد رمقه ،ومن جهة أخرى أثرياء يطلون من برجهم العاجي يقبضون ثمن لائحة الشعوب ويُسعِرونَها ،المجانون بحق لا أحد يعرفهم ولا صحيفة تذكرهم وليسوا أباطرة الفساد وليس لهم نقاب يرتدونه ليغطوا به وجوههم ويداروا جرائمهم كما يفعل أباطرة اليوم من أمثال دومتيان الروماني في عهد الكنيسة الأرثوذكسية تباً لهم لقد أصابتهم لعنة الفراعنة وأصبحوا أسوء من هيردوس الذي قتل جميع أطفال بيت لحم الذكور من إبن سنتين فما دون خوفا من ولادة المسيح، إن قرن الحادي والعشرين في جميع انحاء العالم الآن أصبح كعصر أغسطس الروماني الذي لقب بأغسطس قيصر في عهد أباطرة الرومان في الفساد وإنحطاط البعض من أخلاق الرجال وإنحلال بعض النساء ،إننا نعيش الآن عصر إضمحلال الروابط بين الزوج وزوجته والوالد وولده إلا من رحم ربي ،والبعض يعيش لحال سبيله لا يردعه رادع ولا يحسب حسابا لقيم ومجتمع وعادات وتقاليد إنهم عبيدوا الشهوات مغيبوا العقول متناسي الدين موتى الضمير وليتهم كمن فقد عقله بأكمله فرفع عنه القلم


بقلمي : السهاد البوسعيدي