بقلمي : لحظات صعبة عند الشعور بالغضب

ما أصعب لحظات الضيق والغضب عندما تجثو على صدرك فتصطدم بين ضلوعك فتخنقك العبرة ولا تجد لنفسك مخرجا من بين قضبانها
تتسلل إليك رويدا رويدا فتعمل على شحن النفس بموجات كهربائية تدفعنا دفعا لتصرفات غير مقبولة وقد لا نعيها إلا بعد فوات
الأوان فتثير دوافعنا للصراخ والعويل
فتكون هذه الشحنات الكهربائية محملة بأمبير الحزن وفولت الدموع والتي تتناثر من العين ويلتقطها الخد وكأنها إصطدام سحابة سالبة إلتقت بسحابة موجبة جعلت دموع أعيننا كمطر منهمر
ما الذي دفعنا لذلك كله ؟

ان النفس لم تدرب على كنترول الضبط عند الشعور بالضيق والغضب ففلتت زمام الأمور من أيدينا ونصبح كثمل من فقد طاقته على السيطرة والتحكم بنفسه لا يعي ماذا يفعل وماذا يقول وبماذا يتصرف !
وعندما يبدأ الدم بالهدوء بعد الغليان ورجوع النفس الطبيعي ساعتها نشعر بحرقة الندم تجثو صدورنا وتكتم على أنفاسنا
ولكن بعد ماذا ؟

بعد ان نكون قد أجهدنا أنفسنا واستنفذت الأعصاب طاقتها وفقدنا السيطرة والتحكم على محرك الضيق والغضب
لذلك لا تكن إنسانا دمويا أو صفراويا وحاول أن تجعل لنفسك زر تحكم توقفه عند الغضب تسترده عند الهدوء واللحظات الحالمة الجميلة
فليس أصعب من جمح النفس عند الشعور بالغضب كما قال الرسول ( صلى الله عليه وسلم )
" ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب "
إجعل من نفسك فرامل كفرامل سيارتك تتحكم بها عند الشعور بثورة الضيق والغضب
فالحياة ساعات وساعاتها بدقائق ودقائقها بثوان
فقد قال الشاعر :
دقات قلب المرء قائلة له
إن الحياة دقائق وثوان
بقلمي أختكم : السهاد
