نشرة الأخبار

آخر المواضيع

الاثنين، 28 نوفمبر 2011

بقلمي : هنا يوجد " ماء الشباب "

 

 
بين ضفاف الأنهار وجنبات المراعي الخضراء العالقة في ذكريات الماضي البعيد في تلك القرية التي لا يشيخ او يهرم بها أحدا والتي لا اكاد أراها الا بزاوية محددة ومن وراء عدسات العين الحقيقية التي اضناها التعب وحولها الى ضباب دامس

 
لم تعد تلك الجنبات تلوح للقادم من الشرق ومن الغرب سوى بصيص أمل ليتسنى له المكوث فيها والراحة تحت غدرانها وضفاف انهارها بعد رحلة شاقة لا اخالها الا ان ارهقته وقصمت ظهره وقضت على ما تبقى لديه من طاقة

 
الغريبة ان من يدخل هذه القرية يقبع فيها فلا يحاول الخروج عنها الا مراغما ،، رغم انهم لم يعرفوا ما السر الذي يجعل الكل يتشبث بها

 
وكأنها أكسير حياة او بارقة امل لكل من يدخلها ويطول مكوثه فيها يعود قبل ما كان عليه من عشرات السنين وتعود اليه قوته ونضارته

 
حتى الشمس المشرقة والتي ترسم اشعتها الذهبية على جدران الماء العذب تشرق وهي مبتسمة وتغيب وهي حزينة ،،، عندما يحل مكانها القمر وهو مبتسما تظهر صورته ونوره الساطع تعلوه البهجة والضياء

 
ترى ما السر في هذه القرية ؟؟؟؟

 
وما اللغز العجيب الذي يجعل كل من يدخلها لا يخرج منها ؟؟؟

 
ترى هل هو الهواء ،،، ام الطبيعة الخلابة ما بين مروج وبساتين خضراء ،،، ام بساطة الناس الذي تجعلهم يعيشون على الفطرة

 
حاولت انا حل هذا اللغز ولم استطع !!! وكذلك كل فرد في القرية


 
وفي لحظة صفاء وفكر متقد جلسة طفلة يتيمة بجانب ضفاف نهر تشاهد غروب الشمس وتودعها بإبتسامة طفلة بريئة ،،، وتنظر الى قطيع الحيوانات وهي عائدة من المرعى حينما لمحت عجوزا في الستين قد سلم عليها وقد جلس بجانبها وقد انهكه التعب وبانت على ملامحه الشيخوخة وقد حفر الزمن على كل تقاسيم وجهه وقضى على ما تبقى من فحولته كرجل


 
وعندما شعر بعطش شديد اخذ يشرب من نبع النهر الجاري وإذا ابن الستين قد تحول الى ابن الثلاثين عاما ،،، صعقت الطفلة مما رأته لقد رجع بعمره النصف للوراء حينما رأته شابا جميلا وسيما فأيقنت ساعتها بأن السر موجودا في مياه الأنهار تلك

 
وعرف الجميع ان الماء هنا هو ما يسمى " بماء الشباب "

 
بقلمي : السهااااااد