المستغيث بعمر عند كربته ؛؛؛؛؛ كالمستغيث من الرمضاء بالنار
منظر مؤلم الجميع يجري ويأخذ بعضه ويركض تاركا خيمته والصحراء والقرية وبيوتها الصغيرة البسيطة التي يتخللها الهواء ،،، وبنبعث منه ضوء الشمس الساطعة والهواء الذي يداعب الشجر وغصونها وأوراقها الخضراء
كثر الركض وأصوات الأقدام ومزامير السيارات وتداخل القادم مع الذاهب ،، رغم كثرة الذاهب وقلة من بقى وكأنما القيامة قائمة !!!
تعجبت وسألت إلى أين ؟؟؟؟
قالوا إلى حيث المكان البارد ،،، والبيوت المغطاة ،،، إلى حيث لا تراب ولا رمل ولا هواء ساخن يحرق الوجه من شدة حرارته ،،، إلى الماء المثلج ،،، وبرودة التكييف
قلت واعجبي لماذا ؟؟؟
قالوا أن الأوزون قد إزداد ثقبا والجو سوف يزداد إحتراقا ؛؛؛ لم نستطع مقاومة الحرارة الكل ولى وذهب إلى المدينة
دهشة وقلت وهل المدينة سوف تبعد الحرارة وتسقيكم ماء باردا وتعطيكم هواء منعشا
قالوا : بلى
قلت لهم سنجرب دعونا نرى
وعندما حطت رحالهم وأقدامهم أعتاب المدينة قالوا : قد قامت القيامة هنا ،،، وفتحت جهنم على مصراعيها ،،، تساقطت أوراق الشجر ويبست ،،، زادتنا الحرارة ظماء وعطشا .
قلت لهم الدكان قريب سوف أشتري لكم تنوف أو سلسبيل
قالوا : لقد رأينا تنوف وشبعنا منها ولفحتنا حرارتها
قلت لهم أبشروا سوف أشتري لكم سلسبيل
قالوا وما سلسبيل هذه ؟؟؟ قلت : ماء يباع في قناني بلاستيكية
قالوا ماء يباع في قناني نجرب
أحضرت لهم الماء شربوا جرعة تلو الجرعة من شدة العطش وفجأة توقفوا
قلت لهم ما بكم
قالوا إختلف عن ماء الأفلاج والعيون مائنا في القرية والبادية أنقى
إبتسمت قلت هذه واحدة
أخذتهم للمنزل حيث البيت المغلق والمكيفات المركزية الباردة ،،،
أحضرت لهم الفطار مع الجبن و اللبن
أكلوا وعند شربهم ا للبن قالوا ما هذا ؟؟؟
قلت لهم لبن المراعي وزين وأكتيفيا !!!
ضحكوا وقالوا هل للألبان مسميات أيضا ؟؟؟ قلت نعم
قالوا : لا أن لبن أغنامنا و أ بقارنا لهو أفضل من ذلك بكثير
طلبوا بعد الإفطار القهوة أحضرت لهم بعض الفواكه و الحلويات
سألوني ما هذا ؟؟
قلت حلويات تأكل مع القهوة
قال أحدهم وأين الرطب ؟؟؟
قلت : بالمدينة لا نزرع النخيل كثيرا فقط نشتري الرطب ولا يتوافر لدي دائما
نظروا لبعضهم بوجه متجهم وقالوا : إسكب لنا القهوة
شربوا رشفة من الفنجان ثم قالوا بالله عليك ماهذا ؟؟
قلت نسكافيه وقهوة تركية
قال أحدهم البرودة هنا غير طبيعية دون هواء يحس به أو يستنشق إفتحوا النوافذ على مصراعيها
فتحنا النوافذ !!! قال أريد أن أستحم الرطوبة هنا شديدة
إستحم صاحبهم ومن ثم قالوا: نريد أن نرجع للقرية والبادية
حيث الطبيعة الهادئة والصحراء الواسعة
حيث الهواء الطلق وصوت الأبقار والأغنام وحفيف الشجر وماء العيون والأفلاج
قلت لهم ولماذا ؟؟؟
اليس هنا أفضل عيشة هنيئة وشربة ماء من القنينة عذبة وكأس حليب صافي
صرخ أحدهم إرجعوني إلى قريتي أكاد أختنق
ضحك أحدهم فقال: أن ساعة في الصحراء تساوي الدنيا وما فيها
وقال الآخر وأن نسيم هواء في قريتي ترد روحي وترجع شبابي
لقد جلست ثلاث ساعات في مدينتكم شعرت بآلام مفاصلي وصعوبة أنفاسي لست بغنى عن عمري
قلت لهم :
المستغيث بعمر عند كربته ؛؛؛ كالمستغيث من الرمضاء بالنار
هذه هي القرية والبادية بصحرائها وهذه هي المدينة بشوارعها وصخبها
بقلمي : السهاد
