
كثيرا ما كنت أحب وقت الغروب قرب مغيب الشمس عندما تأتي بالقطعان من مرعاها بعد أن قضت وقتا ممتعا من الحرية إستطاعت أن تملئ فيه رئتيها بهواء نقيا وأن تمتع ناظريها بسجادة خضراء مفروشة فوق مروج مروج أخضر وتمتلئ معدتها بما لذ وطاب من أصناف الحشائش المختلفة وبعد ذلك تأتي إلى منازلها والتي بالنسبة لنا نحن بني البشر حضيرة حيوانات حتى ترتاح وتغط في نومها
وكثيرا ما أحب إنتظار هذه القطعان عندما تأتي وكأني في مطار أنتظر فيه قادمين من سفر
حيث أنني كانت لدي غنمة صغيرة بنية اللون ذات شعر ناعم وعينان جميلتان كنت أحب أن أطعمها بيدي من البرسيم الأخضر وكانت كلما تأتي من مرعاها وتراني بإنتظارها تأتي تجري نحوي فأجلسها في حجري الاعبها وأمسح بيدي على شعرها ثم أحملها وأدخلها بعد ذلك مع باقي القطيع في حضيرتها وأحببت أن أميز نعجتي هذه فأشتريت لها جرسا وكان حجمه صغيرآ ولونه ذهبيا فربطته بشريطة حمراء وعلقته حول رقبتها
آه لو كنتم رأيتم نعجتي تلك وقد لبست الجرس وكأنها غيداء جميلة متوشحة بعقد ذهب حول عنقها وبقيت نعجتي هكذا كلما تأتي من المرعى أسمع صليل الجرس لحنا تعزفه كمنجة تسري بروحي وتداوي جروحي وكثيرا ما كنت أشتاق لنعجتي عندما أذهب لمدرستي أو زيارة جدتي
وذات يوم في شتاء قارص ومطر شديد عادت القطعان من مرعاها ولكن هذه المرة نعجتي ليست من بينهن فجن جنوني وأسرعت ابحث عنها في المراعي وبين القطعان في جو ماطر وبرد قارص شديد ولكني للأسف لم أجدها فجلست أبكي عليها كبكاء أم فقدت وليدها
وفجأة قالت لي أمي لا تبكي لأن أمها حامل وسوف تأتي بأفضل منها وهذه المرة سوف ندعها لك لن نذبحها
فأدركت لحظتها بأن نعجتي قد ذبحت وركضت مسرعة نحو المطبخ ويا لهول ما رأيت !
لقد رأيت رأس نعجتي قد فصل عن جسدها مخرجة لسانها وكأنها كانت تصرخ مستنجدة بي والجرس بشريطته الحمراء قد ترك بجانبها وكأنها تقول :
وداعا يا صديقتي وبعدها جلست أردد كلمات لم أكن أعيها
الله يا نعجتي
أصبحت وحدي بغربتي
لا أنيس ولا ونيس
ولا من يصبر كربتي
ما غير وحدي بغرفتي
حتى سقطت من البكاء مغشيا علي ساعتها لم أنتبه إلا بصوت أمي توقظني لصلاة الفجر وترى دموعا بعيني وسؤالي لها لماذا ذبحتم نعجتي ؟
إبتسمت أمي لحظتها وعرفت أني كنت في حلم
( إحكوها لأطفالكم قبل النوم )
وكثيرا ما أحب إنتظار هذه القطعان عندما تأتي وكأني في مطار أنتظر فيه قادمين من سفر
حيث أنني كانت لدي غنمة صغيرة بنية اللون ذات شعر ناعم وعينان جميلتان كنت أحب أن أطعمها بيدي من البرسيم الأخضر وكانت كلما تأتي من مرعاها وتراني بإنتظارها تأتي تجري نحوي فأجلسها في حجري الاعبها وأمسح بيدي على شعرها ثم أحملها وأدخلها بعد ذلك مع باقي القطيع في حضيرتها وأحببت أن أميز نعجتي هذه فأشتريت لها جرسا وكان حجمه صغيرآ ولونه ذهبيا فربطته بشريطة حمراء وعلقته حول رقبتها
آه لو كنتم رأيتم نعجتي تلك وقد لبست الجرس وكأنها غيداء جميلة متوشحة بعقد ذهب حول عنقها وبقيت نعجتي هكذا كلما تأتي من المرعى أسمع صليل الجرس لحنا تعزفه كمنجة تسري بروحي وتداوي جروحي وكثيرا ما كنت أشتاق لنعجتي عندما أذهب لمدرستي أو زيارة جدتي
وذات يوم في شتاء قارص ومطر شديد عادت القطعان من مرعاها ولكن هذه المرة نعجتي ليست من بينهن فجن جنوني وأسرعت ابحث عنها في المراعي وبين القطعان في جو ماطر وبرد قارص شديد ولكني للأسف لم أجدها فجلست أبكي عليها كبكاء أم فقدت وليدها
وفجأة قالت لي أمي لا تبكي لأن أمها حامل وسوف تأتي بأفضل منها وهذه المرة سوف ندعها لك لن نذبحها
فأدركت لحظتها بأن نعجتي قد ذبحت وركضت مسرعة نحو المطبخ ويا لهول ما رأيت !
لقد رأيت رأس نعجتي قد فصل عن جسدها مخرجة لسانها وكأنها كانت تصرخ مستنجدة بي والجرس بشريطته الحمراء قد ترك بجانبها وكأنها تقول :
وداعا يا صديقتي وبعدها جلست أردد كلمات لم أكن أعيها
الله يا نعجتي
أصبحت وحدي بغربتي
لا أنيس ولا ونيس
ولا من يصبر كربتي
ما غير وحدي بغرفتي
حتى سقطت من البكاء مغشيا علي ساعتها لم أنتبه إلا بصوت أمي توقظني لصلاة الفجر وترى دموعا بعيني وسؤالي لها لماذا ذبحتم نعجتي ؟
إبتسمت أمي لحظتها وعرفت أني كنت في حلم
( إحكوها لأطفالكم قبل النوم )

بقلمي : السهاد