نشرة الأخبار

آخر المواضيع

الاثنين، 28 نوفمبر 2011

بقلمي :الخاتم وشجرة الصفصاف






قبل صلاة الفجر وتحت شجرة الصفصاف تخيلت له صورة دون ان تراه ،، رسمت ملامحه ،، على ضفاف خاطرتها وفق معطياتها ،، وكأنها تقول: ارى هيبة ابي وجمال جدي ،،، لم تعرف من الدنيا ما هي الحياة سوى قصة وخاطرة وكلمات جميلة عابرة


السكون قد عم المكان والبرد قارس وبدأت الثلوج تتساقط كقطعة بلور صغيرة التي قد لا ترى سوى بالعين المجردة

سحبت معطفها وجلست تحت شجرة الصفصاف تحتسي كوب شاي بالنعناع ،،، وقد أخذتها افكارها الى زاوية اخرى من زوايا المكان ،،، بعيد عن العالم الخارجي ،، اتراها تنتبه ام تستيقظ








شعرت بضربات قلبها تتسارع وخطى اقدام تقترب منها ،، بدأ الرعب يداهمها ودقات قلبها تتسارع ،، وبدأت انفاسها تخبو ،، ترى من ذالك القادم نحوها؟؟

سمعت بهمس يناديها ،، قفي مكانك لا تتحركي !!

دهشت مما سمعت وظنت بأنه عفريتا قد نزل عليها من عالم آخر ،،، تبسم لها وقال : هل انتي خائفة ؟؟

نظرت اليه مشدوهة مدهوشة وعلامات الخوف واضحة جلية على تقاسيم وجهها ونبرات صوتها ،، فما لبث ان اضاء ذلك المكان من حولها ببقعة ضوء بدأت ملامحه تظهر جلية ،، وكأن ضباب انكشف عنها






فأدركت انه ذلك الزمن القادم من اعماق الشرق المنفتح على حضارة الغرب ،، وان ذلك المسن الذي رسمت ملامحه قد اتضح لها فتى يافعا ذا طموح كبير يأخذه الى عالم بعيد من الأمنيات المستقبلية ،،، هيبته تخالطها الطيبة ،،، قراراته ممزوجة بثقافة عالية ،،، ان تكلم سما ،،، وأن غضب على أحد مخطئ عفا

ملامحه ممزوجة بخبرة سنين رغم شبابه الفذ وفتوته التي قلما ان تجدها عن غيره من ابناء جنسه

نظرت اليه وحلقت في بريق عينيه الواسعتين والتي سحبتها الى افق بعيد عندما نظر لها مبتسما ابتسامة بريئة بقلب ناصع البياض

ترى ماذا يريد رجلآ من إمرأة مثلي سألت نفسها هذا السؤال!! وكأنه استشف الإجابة منها من بنات افكارها من قسمات وجهها وصمت شفتيها المطبقتين

قال وقد امسك بغصن شجرة الصفصاف تلك: بل يريد حبا إحتراما حنانا إخلاصآ وعلما ممزوجا بثقافة واسعة بين الكم والكيف







ابتسم لها ابتسامة بريئة ،، ربما يريدها أمه فهنا الحنان ،، وربما يريدها أخته هنا العاطفة ،، وربما يريدها صديقة وهنا الإحترام ،، وربما يريدها زوجة وهنا الرومانسية والإخلاص وربما يريدها حبيبة وهنا العشق الأبدي ،،، وربما جميع هؤلاء وهنا يكون التلاحم الروحي والجسدي بينها وبينه ،، وينبوع العشق يتدفق كمعصرة سكر أو كشلال ماء جارف

ولا اخالني معك الا مثل هذا وذاك!!!



فمعصرة السكر تشعرني بلذة الدنيا ومتعتها ،،، وشلالات الماء تجرفني الى عالمك دون ان اشعر فأعيش بك ومنك في كوكب آخر لا يعلمه سوى انا وانتي


ولا أرى نفسي معك الا انك ملكة البسك تاج الملوك ممسكا بيدك الى مملكة اروع من مملكة الملوك ،، لم يعشها حتى شهريار مع شهرزاد في عالم ليلة وليلة


وفجأة أمسك بيدها واخرج خاتما كان قد وضعه في إصبعه ،، وحاول ان يلبسها اياه ،،، الا ان هذا الخاتم كان على إصبعها واسعا ،، وفجأة سقط من إصبعها على الأرض دون ان تشعر ،، وعندما عادت لتلتقط الخاتم كان كوب الشاي مع النعناع قد سقط من يدها ،، وعندما رفعت رأسها وجدت ان الشاب قد اختفى ،،، وان المؤذن للصلاة قد علا صوته ،،، وفجأة ايقنت نفسها بأنها كانت في حلم جميل تمنت ان تعيش واقع مثله



بقلمي السهااااد