نشرة الأخبار

آخر المواضيع

الاثنين، 28 نوفمبر 2011

بقلمي : يوميات مدير مدرسة



بينما كت أمشي أتلمس مفترق الطرق أشاهد المارة من حولي وهم يذهبون إلى أعمالهم في الصباح الباكر حينها امسك بيدي طفل صغير في السابعة من العمر تظهر عليه علامات المبرأة والنقاء وأخذ يقودني بيده وأنا أتبعه حاملآ حقيبته على كتفه حتى أوصلني ألى باب المدرسة لأشاهد التلاميذ يلعبون في ساحة المدرسة وأسمع خطى أقدام عمال النظافة على الممرات يكنسون مرافق المدرسة ففتحت باب مكتبي وجلست على الكرسي والطاولة لأستقبل بداية يوم جديد محمل بتعب الحياة وعبئ العمل وأذا بأعضاء هيئة التدريس في مكتب المنسق لتو قيع الحضور ومن ثم بمكتبي لألقاء التحية محملين بدفاتر التحضير وأذا بساعد المدير يسألني:هل من عمل جديد نقوم به اليوم ؟

فأجبته حان طابور الصباح والمناوب لم يقرع الجرس بعد !
فقام المناوب من فوره لقرع الجرس وأذا بالجميع يقفون في صفوف متساوية وأذا بتحية العلم بعد التمرينات الرياضية تعقبها الأذاعة المدرسية التي تحمل كل يوم بجعبتها أفكارآ جديدة تغذي العقول بالمعلومات النافعة وأذا بمعلم التربية الرياضية يأمر التلاميذ بالأنصراف لقاعاتهم الدراسية بدأ بالأستعداد ليوم جديد أنطلاقآ بالحصة الأولى فقمت من فوري بالتجوال حول الفصول والقاعات الدراسية أتفقد اليوم الدراسي واجس نشاطه وأذا بالمعلم (س)يأتي مهرولآ أذا سمحت لي أستاذ بالأنصراف لقد قمت بترتيب حصصي مع زملأي فأولادي وأرغب بأصطحابهم للمشفى وأذا باللآخر (ص)يريد الأستئذان للذهاب للبنك وأذا بخمسة أو ستة معلمين ينتظرون سيارة المديرية لكي تقلهم ألى دورات ومشاغل تدريبية ناهيك عن الأحتياطي والمعلم الغائب واللآخر الذي لديه مشرف الماده يتظر زيارته وأذا بطالب آخر يأتي بكمية لا حصر لها من الأوراق يقول يا أستاذ يقول لك أستاذ ( ع) صور له هذه الأوراق وأذا بالمنسق يصرخ لقد أنتهى الحبر من آلة السحب والتصوير بعدها يجري معلم التربية الفية ليكمل جملته الشهيرة الأصباغ يا أستاذ لنكمل الألواح التي نقوم برسمها حينها دخل معلم التربية الرياضية بكرة بالية مقطبآ وجهه يقول: جميع الكراة الموجودة بالمدرسة أنتهت صلاحيتها نرغب بشراء كراة حينها لم أتمالك نفسي فأنتابني الدوار فسقط مغشيآ علي وعندما أفقت وجدت نفسي في غرفتي على سريري ومخدتي حينها تذكرت أني في حلم جميل سبق وأن مررت بواقع مثله وها أنا الآن طريح الفراش أصارع الحياة وانتظر الممات و قد ناهزت السبعين من عمري فأقول:
أيا ليت الشباب يعود يومآ فأخبره بما فعل المشيب
ويا ليت الأيام مع الطابور تأتي والقرطاس به القلم يكتب ويجــــــــــــــري
وأنهض من نومي لمدرستي أجري
لما أصبحت طريح الفراش يومآ
أبلغ من الكبر عتيآ أناهز السبعين عامآ والعمر يمر ويجري

بقلمي أختكم : السهاد