نشرة الأخبار

آخر المواضيع

الثلاثاء، 29 نوفمبر 2011

بقلمي " أيها الغني أين حق الفقير "



ما زلت أقف متكأة على عصا مشتة الأفكار ،،، كل ما يحيط من حولي سكون ،،، لم اسمع سوى جداول ماء تنساب من جداول صغيرة كقنوات فلج ورغم ذلك نفسي محطمة من الداخل

الصمت كان يخيم المكان ،،، شعرت بوحدة قاتلة رسمتها بإرادتي مع نفسي وبنيت لها أسوار قوية ،،، لم أعد أرى شعاع شمس يبزغ ولا ضوء نهار منبثق داخل خيمتي

فقدت الأصوات والضجيج ،،، لا أخالها حياتي سوى سراب ،،، أعيش وحيدة وكأني أسيرة لذكريات ماض وأشباح حاضر باتت تؤرقني ،،، لم أعد أرى الناس سوى صخور وجمادا ت متحركة دون إحساس ،،، دون شعور ،،، دون قلب ينبض أو مشاعر تتحرك ،،، لربما الصخور تحس بمن يدوس عليها بالأقدام ،،، ترى ما سبب الهوة السحيقة التي جعلت كل من يعيش بدنيا الحياة لا يفكر سوى بنفسه ،،، وما جمعه طوال سنين من عملات نقدية ربما تعبت عن حملها البنوك دون أن يعد العدة لآخرته ،،، وكلما مر يوما خاف أن تنقص هذه النقود والعملات وكأنما لديه دجاجة بياضه تبيض له كل يوم عملات ذهب يبرتع بها في دنياه

أولم يشعر بما آل إليه هذا الإنسان حاله ؟؟

ترف في ترف وبات لا يهدأ ولا يهجع دون أن يعرف أنه يربي حيات تلدغه في قبره ورصاص يحمى عليه في وجهه



أين حق الفقير الذي لا يجد قوت يومه ؟؟؟

أين حق من لم يجد ما يستر به جسده ؟؟؟



اتأكل ما لذ وطاب من أصناف الطعام وتملئ معدتك بالطعام شرها وتلقي بما تبقى في حاوية القمامة ومن حولك من يتضور جوعا ويربط بطنه بحزام مخافة أن يقتله الجوع



أتشتري من الملابس ما عجزت الخزانات عن حملها وما تحتار أن تلبسه في يومك وربما لم تمر على اللبسة الواحدة لتلبسها سنة كاملة وهناك من لم يجد ما يلتحف به مخافة برد الشتاء ،،، حتى وجد يابسا ميتا من قسوة البرد دون أن يجد ما يستر جسده ويلتحف به



أتستطيع أن تسكن قصور عالية وتبني منازل في دول مختلفة لتقضي فيها الصيف بأكمله وربما هجرت بعضها مقفلة لسنوات لم يقطنها أو يسكنها احد وغيرك مشردا في الصحراء وعلى ارصفة الطرقات لا ارضا تقله ولا سماء يظله سوى حرارة الشمس وبرد الشتاء



أتشتري بمئات الدولارات أدوات تجميل من الباديكير والمانكير لزوجتك وغرشات عطور فرنسية ،،، وغيرك يتأذى من الفقر مشردا في القفار والبرية وقد جفت يديه وخشن جلده وتشققت أظافره ونحل جسمه حتى بات جلدة على عظم من المرض والجوع والهزال

أهكذا علمك دينك وأوصاك نبيك ونزل به قرآن ربك ؟؟؟

أين نحن من عمر بن عبد العزيز عندما كان ينادى بالصدقات في المسجد فلا أحد يقبل عليها لأنه لا حاجة بها فقد أخرج الغني ما يحتاجه الفقير

ألم تسمع بهذه الايات :

خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها

ألم تسمع بهذا الحديث

الصدقـة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار


إلى أين نتجه وإلى أين نسير

وأين صوت الحق والضمير

اين يا مسلم حق الفقير ؟؟؟

الذي لا يجد فراشا يلتحفه ولا سرير

ولا حتى لقمة خبز تساعده على المشي والمسير

لقد بات هذا الأمر جد خطير

لا يجد ما يستره وانت خزانتك مكدسة بالحرير


هل بالهوية نحن مسلمين ؟؟؟

تذكر أن حساب ربك جد عسير



بقلمي : السهاد