من مدوناتي السابقة قبل عام 2004م سنوات : * هل لحياتنا وزن *
تمضي بنا الأعوام عاما تلو عام ،، ونحن ما إن نقف في محطة حتى نصعد المحطة التي تليها ،،، وعقارب الزمن تلك لا نعلم ماذا تخفي وما نحن نخفيها !!
.
ترى تلك حياة وهبت لنا ،، وامتزجت معنا وقضيناها بين ثنايا الأمل والألم ،، وما ان مضى يوم حتى تسوقنا خطوات اقدامنا بلهفة الى اليوم الذي تليه معتقدين وفي قرارة انفسنا ان ما يأتي الينا غدآ سيكون هو الأفضل ،،، ونخرج من باكورة الزمن الذي خيل إلينا انه ظلام دامس إلى باكورة أخرى تخيل إلينا بأنها شمس شاطعة
.
كثيرآ ما يقول لي والدي يا إبنتي عندما تكبرين وتعرفين معنى الحياة ستدركين بأن زمنك هذا أفضل من زمن نحن عشناه ولمسناه ،، وستتمنين ان ترجعي الى هذا الزمن إلى حيث البعد عن المسئوليات ،، فلا قيود تقيدك،، ولا هموم تعتريك ،، ولست مسئولة عن بيت او أسرة ,إنما هنالك من هو مسئول عنك
.
وعندما تستقلين في بيت الزوجية سوف تشعرين بأن عقارب الزمن بدأت تجري سريعا يوما بعد يوم كموجات بحر متلاحقة
حيث البيت والزوج والأولاد رغم ان هذه سنة ومتعة الحياة
وما زلت الى يومي هذا افكر في كلام والدي واطرح على نفسي هذا السؤال :
هل صحيح ان وقتي هذا هو اجمل الأوقات ؟؟
حيث انه هناك من هو مسئول عني وانني بدون مسئوليات سوى مسئولية دراستي
آآآه يا ابي لقد علمتني الكثير!!!
.
ترى هل نستطيع ان نرجع عقارب الساعة للوراء لندرك ما فاتنا من وقت ونستطيع ان نبني ما قامت بهدمه الأيام في حياتنا
من منا من لم يعرف طعما للألم او سببا له :
هنالك من تيتم باكرآ واصبح فجيع الوالدين
وهناك من ترملة وهي في مقتبل العمر وريعان الشباب وهي اجمل جميلات عصرها وظلت منغلقة على نفسها في بحر من الكآبة والأحزان
.
وهنالك من تطلقت وتركها زوجها وبين يديها عصافير صغيرة تحاول تنشئتها وتربيتها فشاخت قبل اوانها لما تعانيه من مرارة وقساوة الزمن ونظرة الناس الدونية لها
وهناك من اثقلته الديون وهده المرض واصبح طريح الفراش يتأمل ايامه الباقية لعل وعسى تمر بجانبه نسمة سعادة ولو بالحلم
ترى هل لحياتنا وزن ؟؟
ام نزنها بمقدار ما يعترينا من هموم وأفراح
ام نزنها بمقدار ما يمضي علينا من وقت ولى هاربا دون عوده مغلفا وراءه الساعات بدقائقها وثوانيها ؟؟
ام اننا نزنها بما ننتظره من امل قادم وفجر مشرق باسم يطوي بين طياته الألم لنستقبلها بالأمل ؟؟
.
هكذا نحن بنو البشر ولدنا ،،، وهكذا نحيا ،،، وهكذا نموت
بقلمي : "السهاد "