بقيت أحدق في الوقت دون أن أعلم أين يأخذني الزمن ،، والتقطت من بين الطاولة شمعة مضيئة انرت بها العتمة من حولي ،، فقد تحول ليلي الى ظلام دامس ،، لم أعد ارى الوجوه والحقيقة سوى ان الوجوه اشباح ،، والحقيقة مرة
أخفى عني كل شيء ،، لم أعد أشعر حتى بكينونتي ووجودها في معمعة الكون ومتاهات الحياة ،،، حاولت ان أقفز بعقارب الساعة للخلف ،، وفجأة تسمرت وأطبقت علي جدران المكان من حولي ،،
وسمعت بهمس يدوي جميع زوايا منزلي ،،،
"بأن ما ذهب لا يمكن أن يعود "
ذكريات عدت لم اعد اعلم واتذكر منها شيئا ،، وجه ابي ،، ملامح امي ،، وصوت جدي

ترى هل اغلقت على نفسي وقيدت فكري بحبال فولاذية يصعب فتحها وإختراقها فلم أعد اذكر شيئا
صوت جدي الذي استقطبت منه خبرات السنين ،، شجرة الزيتون ،،، حبات التين الذهبية
آآآه ان ما اتخيله ضباب عتمة قاسية ،، أحاول ان استطرد جميع أفكاري ولكن دون جدوى
ترى من أنا ؟؟؟ ومن أكون ؟؟
لما كل ما حولي سكون ؟؟؟
ولما لا اسمع اناس يضحكون أو يبكون ؟؟
أحاول ان المس ساعة معصمي ولكني لا أراها سوى جمادآ اسود بعد ان كنت افتخر بحباتها الألماسية الرائعة
ترى ماذا حولني لهذا ؟؟
جثة خامدة هامدة على عتبات الزمن
لقد شل فكري وضاعت روحي ،، وتهت في فلك آخر مع دنيا التائهين
لم استطع ان أسجل إسمي مع بنات كسرى وقيصر أو في سجل الخالدين
لم أرى سوى بقعة بيضاء أمامي بين الظلام الحالك والنور الساطع ،، ومعه من رافق طفولتي سنوات عديدة وكسى حياتي لونآ ورديا وعالما مخمليا ،،، لم أعد أذكر منه سوى دقائق قام فيها بملامسة يدي بعد أن ألبسني ساعة ألماسية في معصمي كان قد أهداها لي يوم خطبتي ،،، حينما سحبني على مرأى من الجميع وركبت معه السيارة منطلقآ بسرعة مذهلة يهمس لي بكلمة عذبة إخترقت صمام قلبي وكأن قلبي دقات طبل يدق في يوم فرح لم يشهده أحد غيري أنا وهو ،،، وهو يقول لي : " أحبك "
تسلق الجبال بسيارته وكان يومها المطر بين المتوسط والخفيف وكانت البرودة قاسية والهواء يحرك أغصان الشجر ،،، كنت انظر إليه مبتسمة أن خفف السرعة ينتظرنا أمل كبير وفجر مشرق باسم ،،، نظر لي نظرة محدقا إلى عيناي العسليتين الواسعتين وقال : لا تخافي طالما انتي معي وأنا معك وكأنما نظراته كانت نظرات وداع تختم على روحي وتطبع على قلبي
وفجأة لم أعد أرى سوى تدهور سيارة أفقدني الوعي ولم أعد أتذكر من الدنيا من أنا؟؟؟ ،، ومن أكون ؟؟؟
وكل الناس من حولي يبكون ويهمسون بأنه قد رحل ومات
حينها علمت اني انا لست أنا !!!
ولم أعد أعي أيضا من أكون !!!
فقد فقدت البصر ،،، ولم أعد أدرك أو أسمع ،،، او اعي وأتذكر !!
لذلك لا أعلم أنا من أنا !!!
أو أعي من أكون !!!!
سوى جثة هامدة ،،،، وجسد بلا روح ،،، في عالم غريب لا يدوم فيه فرح ولا تبقى فيه سعادة ،،، لأن الناس عنه راحلون ،،، ويأتي يوما تنقشع يه ضبابيتي وألحق بمن هم سائرون
ساعتها من الممكن أن أتذكر :
أنا من أنا ؟؟؟
ومن أكون ؟؟؟
بقلمي أختكم : "السهاد "