من وحي الخيال مكتوبة لا تمت للواقع بصلة
مهما تعددت المسافات والدروب
ومهما علا ما على الوجه من تعب ومشقه
يبقى هناك وخلف الستار وفي وجوهنا الف لغز وسؤال
إلا أن للسفر متعه
جلس بجانبي في الطيارة
بادرني بالتحية
كيف حالك يا صبيه
أومئت له برأسي مرحبا
قال لي : من دبي أم الكويت أنتي لماليزيا مسافرة؟؟
قلت له : لاهذا ولا تلك
أنا من سلطنة عمان الحرة العامرة
إبتسم وقال : كل عماني فخر ومفخرة
سبع ساعات من الحديث بالطائرة
لم يعتريني تعب أو مضجره
نقاش ونقاش عن عمان والحضارة
والتاريخ والعلم والمنارة
طفنا لبلاد الهند والسند وربما الواق واق ونحن مازلنا بالطائرة
وعندما قال المنادي إربطوا الأحزمة وأبقوا بالمقاعد
نحن بمطار كوالالمبور أصبت بدهشة غامرة
وكأنني لساعة واحدة فقط كنت مسافرة
دققت التأشيرة والجواز ونظرت له فإذا به كالجني
قد إختفى وذاب
بحثت عنه ولم أجده
الآن شعرت بأن خاطرتي لم تكتمل كلماتها !!
ترى أين يمكن أن يكون ؟؟
حتى إسمه نسيت أن أسأله من يكون ومن أي بلد يعود !!!
ضاع الشاب بين متاهات الحرف والسكون !!
ذهلت وتذكرت آخر كلمة قالها :
كريشة تحت المطر أنتي
كزهرة إقحوان وكعود بان
ظللت أذكره ثلاث أيام في المريديان وكل مكان
صبح وظهر وعشيه
نسيت حتى أن أودعه بالتحية
وذهبت لمطعم الفندق للغداء
وإذا به يفتح جهازه ويتناول وجبة الغداء!!
كان ينزل موضوعا في موقع !!
ناداني لم أكن أتوقع
قلت له : هل أنت شاعر أم كاتب أم فنان ؟؟
فقال لا هذا ولا ذاك
أنا إداري بالنافذة العمانية وعضو بسبلة عمان
وإذا به ينشئ موضوعا بالنافذة العمانية
كان ينثر حروفا ذهبية من الأبجدية
سألني ما رأيك فيم كتبت يا صبية ؟؟
وعندما شاهدت معرفه ذهلت من المفاجأة
كانت بالنسبة لي كالصاعقة !!!
قلت له : أنت من كنت تكتب كل حرف وكلمة وخاطرة؟؟
أراك الآن صدفة على متن طائرة !!!
قال من أنتي : قلت له بقلب النافذة العمانية
أخبرتك من سلطنة عمان العامرة
من أنتي يا صبيه ؟؟
قلت له فرصة سعيدة
أنا عمانية
من عشاق النافذة العمانية
لي كلمات ندية كوقع كلماتك الأبجدية
إبحث عني من خواطري ومقالاتي
وسط من يجافيه الرقاد
بين الوسادة والسجاد
ولا أقول إلا كما قال نزار في كلماته :
إذا مــرّ يـوماً ولم أتذكـر
به أن أقول صبـاحـك سكر
ورحت أخـطّ كطفـل صغـير
كلامــاً غريباً على وجه دفتر
بقلمي : السهاد