روايتي اليوم الأحد يتاريخ الخامس من فبراير 20012م في جريدة الوطن ملحق أشرعة الثقافي تحت عنوان : الشتات الأخير
الشتات الأخير
دائما نفرح بزجاجة العطر التي بين أيدينا نعطر بها أثوابنا التي تبقى رائحتها العطرية تنبعث لساعات طوال تعطر المكان سحرا وجاذبية.
نقلب خلالها دفاتر الأيام في حياتنا بعد أن نكون قد ملأناها ذكرى من كأس الزمن ومزجناها بحبر السنين كانت هي تعتبر تلك الذكريات العذبة التي عاشتها بين أحضان فينيسيا الساحرة ومقاهي إيطاليا التي تفوح منها روائح القهوة الإيطالية المميزة بمثابة زجاجة عطر في بداية أيامها، حين ذهبت إليها أول مرة أفتتنت بها وبذلك الجمال الباهر كانت تتوهج كسبيكة الذهب تأرجحها سحر الطبيعة بجمال ساحر ويحركها الهواء العليل فتحرك هي القلوب من حولها.
جمال عربي نزل بأرض غربية ألهب حينها كل من وقف بجانبها، لون عينيها البراقتين وشعرها الأسود الشرقي، كلما نظرت بعينيها تلك تـَوثُبَ وهذى من جاورها، وكلما حرك الهواء خصل من شعرها حرك عواطف شخص أثيري يذوب من لوعة الهوى.
إن دمها العربي فاق على دمها الغربي وميزها بسر مبهم بحثت عنه بين أوساط إيطاليا شبراً شبرا، لقد فقدت حتى ملامح صورته التي كانت ترسمها في طفولتها عنه حينما تركها وذهب مع والدتها الإيطالية إلى هناك وكلما تذكرت طفولتها معه تنهدت تنهدات خافته، رغم ضياع فكرها لم تبقَ صورة له إلا وقد جسدتها في ذاكرتها علها تستطيع رسم صورته على شعاع القمر الذي أرخى سدوله على عباءة الليل الداكنة وأسراره الهادئة، جلست تحاكي المساء وتجسد ضحكات منتشرة من ثغرها الباسم في لجة من النور.
حينما شعرت بالنعاس وأرهقها التعب ذهبت تخلد للنوم العميق تتوسد أحلامها المشبوبة في روح العزلة وسكينة الضمير ومع صياح الديكة وزرقة الصيف في إيطاليا حملت بعضها وأخذت تجري دون توقف معلنة العداء على شوارع فينيسيا وجسور إيطاليا التاريخية مستفزة الصباح وبداخلها شيئا ما على وشك أن ينفجر لولا أنها شعرت بالتعب وتوقفت على حافة الجسر معلنة بصوت عال وجودها في مدينة فارغة إلا من السائحين والمغتربين الهاربين من قناطر التقلبات الجوية الحاملين أدمغتهم بداخل حقائبهم خوفا من الجنون والنسيان.
بدأت ملامحها من التعب كعجوز شاخت في مقتبل عمرها متمردة على الأيام وقد صادفت زوبعة الهذيان بصمت مطلق دون أن تستطع حتى الكلام.
حزمت حقائبها بعد أن أرهقها خريف إيطاليا إلى محطة قطار قريبة لتعود من حيث جاءت وقفت في صالة الانتظار محملا فكرها بألف سؤال ولم تجد له عن جواب حتى صعدت القطار مصابة بالحسرة على كل ما مر بها من ألم وصدمات شعرت حينها بعطش شديد وعندما أتت لتخرج قنينة الماء من حقيبتها تذكرت أن الحقيبة بصالة المحطة بما فيها من صور وأوراق، فاستدارت جهة الباب تريد النزول وإذا به يصل متأخرا بعض الشيء وبيده حقيبتها، شكرته وهي تتفحص ملامحه في إعياء تناولت حقيبتها بإيماء غامض دون أن تتعرف عليه فقد كان وجهه يشبه المدن القديمة التي سكنت بداخلها الأشباح. تذكرت حينها رصاصة من العشق لونها يشبه لون الكفن.
نقلب خلالها دفاتر الأيام في حياتنا بعد أن نكون قد ملأناها ذكرى من كأس الزمن ومزجناها بحبر السنين كانت هي تعتبر تلك الذكريات العذبة التي عاشتها بين أحضان فينيسيا الساحرة ومقاهي إيطاليا التي تفوح منها روائح القهوة الإيطالية المميزة بمثابة زجاجة عطر في بداية أيامها، حين ذهبت إليها أول مرة أفتتنت بها وبذلك الجمال الباهر كانت تتوهج كسبيكة الذهب تأرجحها سحر الطبيعة بجمال ساحر ويحركها الهواء العليل فتحرك هي القلوب من حولها.
جمال عربي نزل بأرض غربية ألهب حينها كل من وقف بجانبها، لون عينيها البراقتين وشعرها الأسود الشرقي، كلما نظرت بعينيها تلك تـَوثُبَ وهذى من جاورها، وكلما حرك الهواء خصل من شعرها حرك عواطف شخص أثيري يذوب من لوعة الهوى.
إن دمها العربي فاق على دمها الغربي وميزها بسر مبهم بحثت عنه بين أوساط إيطاليا شبراً شبرا، لقد فقدت حتى ملامح صورته التي كانت ترسمها في طفولتها عنه حينما تركها وذهب مع والدتها الإيطالية إلى هناك وكلما تذكرت طفولتها معه تنهدت تنهدات خافته، رغم ضياع فكرها لم تبقَ صورة له إلا وقد جسدتها في ذاكرتها علها تستطيع رسم صورته على شعاع القمر الذي أرخى سدوله على عباءة الليل الداكنة وأسراره الهادئة، جلست تحاكي المساء وتجسد ضحكات منتشرة من ثغرها الباسم في لجة من النور.
حينما شعرت بالنعاس وأرهقها التعب ذهبت تخلد للنوم العميق تتوسد أحلامها المشبوبة في روح العزلة وسكينة الضمير ومع صياح الديكة وزرقة الصيف في إيطاليا حملت بعضها وأخذت تجري دون توقف معلنة العداء على شوارع فينيسيا وجسور إيطاليا التاريخية مستفزة الصباح وبداخلها شيئا ما على وشك أن ينفجر لولا أنها شعرت بالتعب وتوقفت على حافة الجسر معلنة بصوت عال وجودها في مدينة فارغة إلا من السائحين والمغتربين الهاربين من قناطر التقلبات الجوية الحاملين أدمغتهم بداخل حقائبهم خوفا من الجنون والنسيان.
بدأت ملامحها من التعب كعجوز شاخت في مقتبل عمرها متمردة على الأيام وقد صادفت زوبعة الهذيان بصمت مطلق دون أن تستطع حتى الكلام.
حزمت حقائبها بعد أن أرهقها خريف إيطاليا إلى محطة قطار قريبة لتعود من حيث جاءت وقفت في صالة الانتظار محملا فكرها بألف سؤال ولم تجد له عن جواب حتى صعدت القطار مصابة بالحسرة على كل ما مر بها من ألم وصدمات شعرت حينها بعطش شديد وعندما أتت لتخرج قنينة الماء من حقيبتها تذكرت أن الحقيبة بصالة المحطة بما فيها من صور وأوراق، فاستدارت جهة الباب تريد النزول وإذا به يصل متأخرا بعض الشيء وبيده حقيبتها، شكرته وهي تتفحص ملامحه في إعياء تناولت حقيبتها بإيماء غامض دون أن تتعرف عليه فقد كان وجهه يشبه المدن القديمة التي سكنت بداخلها الأشباح. تذكرت حينها رصاصة من العشق لونها يشبه لون الكفن.
السهاد البوسعيدي