نشرة الأخبار

آخر المواضيع

الخميس، 9 يونيو 2011

بقلمي : لحظة وداع في ليالي بيسان

 


 

ذات ليلة
وأنا أربط الوشاح حول عنقي 
مر طيفك
القرمزي في خيالي
وشاحي المربوط حينها أدمى
عنقي
بلل الدم الحرفين من إسمك
وإسمي
وسكبت مناديل الحزن دمعها بغزارة

كنت أظن أني أدوس على ثرى من
المسك
فتبين لي بأن أقدامي تدوس على زجاج

إني أشم رائحة عطرك من
بعيد
رائحة عذبة تخلل كل مفاتن
جسدي
لم أكن أعلم بأني أرقص على خشبة
مسرح
إلا عندما استوطنت
روحي
شعرت
بحواسي لك وطن 
رأيت
المتفرجون فجأة يبتسمون ويصفقون لي
أنني
أسطورة خيالية بطلها الزير سالم 
ومخرجوها
ينشرون اللون الأسود على السيناريوهات
قصتي معك
لا تقف عند وشاحٍ وغرشة عطر 
قصتي جوهر
صدق يخالج قلبي ويحبس زفراتي
أين
ستجدني آوي بعد الهلاك سوى لأ حضانك 
خذني بين
ذراعك واغرق معي في نشوة الحب
خذ من
سمانا نجمة تنير خطواتي لترى عيناي
الناعستين
زفني بعيداً جدا مع ليالي
شتوية حتى أعالي قمة إفرست
وأسكب لي
من قطرات المطر عطرا يعيد لي أنفاسي
دع نسمات
العبير تدغدغ حسي المرهف 
علني أطوي
دفتر مذكراتي وأعود لواقع ذاتي



دع قرص
الشمس الذهبية تودع وقتنا الذي نقضيه
معاً
ستراها مبتسمة لنا وهي تختفي خلف جبال
ومروج خضراء
لتعود لنا مشرقة من جديد
وهي ترفل بمنديل مخمل أحمر
أرتديه
لحظة إنعكاس القمر على صفحات الماء
حينها أرى
صورتك كأمير من عالم ألف ليلة وليلة
لا تدع
نيران غيرتي تشتعل فالفاتنات حولك كثر

لا هَمّ لي إلا أن تكون لي وحدي
!!!
أغرق معك حتى آخر نفس من أنفاسي

فتسحبني نيران حبك حتى تلهب روحي وتذهب
عقلي
فأسكر من حرارة حبك حتى يذوب الجليد
مني
حياتي قبل أن أراك ضبابية ذو سحب سوداء
معتمة 
حينما ظهرت لي أول مرة علمت بأن هناك
يداً حانية تنسيني الماضي
فلا تدع
لقلوب مريضة تدمر الحب الذي بنيته معك ورويته بدمع
عيني
كل صباح أرسم بشفاهي الورديتين صورتك على
فنجان قهوتي
من خلاله أطالع حظي معك فلا
أرى سوى لحظة إنتظار في محطتك 

لحظة وداع في ليالي بيسان:

مازلت أذكر ليالي بيسان
أيام تموز وحزيران
والناس من حولنا سكارى
يعزفون أنغام الحب
ظننت بأنك
تكتب لي لحن الحب بدمك
فكنت أرغب بتحليل طلاسمه وفك رموزه
خيل لي بأني أرقص
وسط ساحات فلسطينية باردة في ليال شتوية
خطواتي تسبق أنفاسي إلى حيث تكون 

أبحث عن أبجديتك النازفة بمحابر الحب
أوردتي تتدفق منها الدماء
وأظل
ألهث أسابق عقارب الساعة قبل أن تسبقني
أحلق مع النسور الطائرة
وأغني مع
العصافير التي تصفق بأجنحتها
وأردد ترانيم الحرية على ساحات المعابد
فوج
يأتي وفوج يذهب وأنا أمسك بالدقيقة
فيغلبني الزمن فلم تعد أقدامي تقوى على
الوقوف
نظرت إلى قرص عين الشمس فرأيت بيسان في ليال خريفية
بكيت حتى بللت
وشاحي الأحمر المخملي
وتدفقت شرايين جسدي دماً يتقطار بلل التراب
كنت أنتظر
لحن حبك التي ظننت بأنك تكتبه بدمك
حينها إقتربت مني شمس بيسان حتى أحرقت جسدي
ولم أشعر بها
فنار حبك كان وقعها على حواسي أكثر حتى ألهبته
إقتربت رويدا
رويدا حتى أرى أنغام حبك التي كتبتها بالدماء
حينها كان الخريف أقوى مني ومنك
لأنك كتبتها بماء
هنا أدركت فقط : بأن عقارب الساعة سابقت
خطواتي




بقلمي : السهاد البوسعيدي