

من الواضح أن في العالم أشخاص يجيدون العزف على أوتار الصحافة السياسية عندما يكون العقل فارغ والرأس أجوف غير ملمين بأوضاع العالم الخارجية وما تعتري الدول من تخبطات وإختلاجات ورغم أننا في زمن السيادة السياسية الآن يرقص فيها الشعب ويهتف مطالبا بحقوقه فالواجب أن نكون أثناء الحديث حذرين جدا ومحتاطين لما يحدث ملمين بجميع الزوايا والتفاصيل على جميع القنوات والأصعدة السياسية وخصوصا في الجوانب المتعلقة بالقضايا الإعلامية كالصحافة المرئية والمسموعة إعلامنا العربي تنقصه الكثير من الجوانب الشفافة والكثير من المصداقية وكل قناة تسابق الأنفاس لسبق صحفي أو إعلام مرئي بحيث تبقى الحصرية لها بغض النظر في ما إذا كانت ذو مصداقية إحصائية أو واقعية كما فعلت قنوات فضائية كثر من العالم العربي في نقل أحداث صحار عندما صورة وذكرت أعداد القتلى في المظاهرات بأنهم أربعة قتلى بينما القتيل واحد وقناة أخرى تطالعنا بستة قتلى علما بأن القتيل عندما صرحت به وكالة الأنباء العمانية واحد وايضا تم ذكر إسمه والتعزية فيه من قبل جهات مسؤولة ومقربة في السلطنة إن عدم المصداقية في نقل الحقائق والإعتماد على التخمين في اعلامنا العربي يعد كارثة كبرى حيث يزيد من حدة التوترات ويربك الشعوب ناهيك عن أن التاريخ عندما يقوم المؤرخين على المدى البعيد بكتابته فإنه ينقل بغير واقعية لأنه غير متواتر فهذه أمور جميعها تضعف من تاريخ الأمة ، فكثيرا ما طالعنا التاريخ بحقائق وأرقام جيش وسفن حربية ومعدات وعساكر في غزوات ذات أرقام خرافية أو مهولة قام بكتابتها إحدى المؤرخين من هنا ينبغي على إعلامنا العربي المرئي والمسموع وصحافتنا أن تكون ذات دقة وذو واقعية ومصداقية خصوصا عندما يتعلق الأمر بالجوانب السياسية لأنها تمثل سمعة دول حتى عندما تقوم بإنتقاء وإختيار الأفراد الذين يقومون بإدارة دفة الحوار أو من تتحوار معهم أن تختارهم من بين المثقفين والمطلعين على أبرز الجوانب السياسية في العالم وليس أفرادا متملقين يجيدون لغة الفبركة السياسية بحيث يعزفون ويتغنون على أوتارها والعالم من بينهم يطبل ويزمر وما حدث مع بعض الأخوة المتحاورين في قناة bbc بالأمس هي أحد أبرز الجوانب السلبية التي تفتقر إلى المصداقية والواقعية في إجادة ثقافة السياسة والإطلاع على أهم التغييرات في العالم العربي والغربي أن جميع دول العالم اليوم وإن لم يكن جميعها فهي أغلبها تمر بكتلة ملتهبة من النار بين الحكومات والشعوب فمن الواجب على جميع وسائلنا الإعلامية أن تكون حذرة في نقل الأحداث ذات المصداقية والشفافية التامة

تقبلوا قلم : السهاد البوسعيدي