المزج والتوازن بين الروح والجسد والقلب والعقل دائما هو الطريق السليم الذي نصت عليه فطرة الإنسان ، الإنسان المعتدل يحاول أن ينال ما يتمناه بالحلال والإعتدال وفق شريعة الله تعالى الذي نصت عليه ، فعندما يفكر في شهواته يفكر أيضاً بعقله في نفس الوقت فلا يعلم في تلك اللحظة أين ستقوده شهواته ؟ والشهوة هنا دائما بمجرد نطقها يذهب البعض من بني البشر بعيدا ويأخذها من الباب المؤدي لغريزة الجنس ، وهو ربما لا يدري بأن الشهوات كثيرة لا تعد ولا تحصى ،والحياة الدنيا كلها متع وشهوات لا بد على النفس البشرية من كبح جماحها حتى لا تأخذه الدنيا في تيارها متناسيا آخرته ، وبأن هناك جنة بنعيمها ونار بجحيمها مخلدون فيها ولا رجعة للحياة بعدها أبدا ، لذلك إن فكر الإنسان في شهوة المال لابد أن يستحضر عقله أين سيأخذه هذا المال ؟ هل سينسى دينه وأهله وربما حتى وطنه وأولاده منشغلا في جمع ماله دون زكاة أو صدقة أو بر وإحسان وينغمس في الملذات بماله هذا من شرب خمر ومحرمات ، ونساء وغيرها فالمال فتنة شهوة المال إن لم توظف التوظيف الأمثل ستجعل الإنسان منزلقا نحو المهالك ، كذلك شهوة الطعام ، ذكرت السنة ثلث لشرابه وثلث لطعامه وثلث لنفسه ولكن البعض للأسف يرمي ما يتبقى في صناديق القمامة دون أن يستحضر عقله في من يموت جوعا يوميا على ظهر الكرة الأرضية !! وقد يصل به الأمر يأكل حتى يُملي معدته فيصاب بتخمة فيضطرب جهازه الهضمي من مختلف أصناف الأطعمة المحتوية على الكثير من السكريات والأملاح والدهون والتوابل الحراقة وغيرها فيمنعه الطبيب من أكل بعض الأصناف ويصبح بعد ذلك تشكل عليه تناولها خطرا شديدا فينظر إليها بحسرة وأسى لعدم مقدرته بعد ذلك على تناولها ولو جمع بين شهوة طعامه وعقله لأستطاع أن يوازن ، وشهوة النساء بالحرام تجلب الضرر وقد أمرنا الله تعالى بالبعد عن الزنا وغض البصر في القرآن الكريم وذكر الأمراض ومخاطر الزنا والتي منها أمراض الزهري والإيدز وغيرها من الشهوات المحرمة رغم أن الحلال بين والحرام بين والقرآن والدين واضح وصريح " أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها " وفي نهاية حديثي أذكر بقول الله تعالى عزوجل وهو أصدق القائلين : " إن السمع والبصر والقؤاد كل اولئك كان عنه مسؤلا "
بقلمي : السهاد