نشرة الأخبار

آخر المواضيع

الأحد، 28 أغسطس 2011

بقلمي : بن لادن الذي تحول لأسطورة العرب والغرب معا



بلى شك أن مقتل بن لادن كان بمثابة مفاجأة كبرى نزلت على جميع أقطار دول العالم بخارطة الكرة الأرضية ، البعض ربما سره ما سمع والبعض الآخر ربما هزته هذه المفاجئة فكانت غير متوقعة رغم أن بن لادن بشر وحتما سيموت يوما ولكن ليس بخيانة اجهزة الأمن الباكستانية وأمريكا ، البعض يرى بن لادن مجاهد كبير صاحب مبدأ وفكر وعقيدة ورسالة كان يريد أن يقوم بتوصيلها سواء لدول الغرب أو لبلاد العرب الذي هو منها وينتمي إليها 0رغم أني سمعت الكثير عن بن لادن ولكني بطبيعتي لا أرتاح لمثل هذه الفئة من اللذين يسلكون سفك الدماء كمنهجا لهم ، ديننا الإسلامي يقوم على منهج لا ضرر ولا ضرار وإحترام عقائد الآخرين ودياناتهم ، خصوصا بأن إختلافنا مع الغرب هو إختلاف مع أصحاب السياسات وليس مع شعوبهم والدليل على ذلك بأننا نتردد دائما زيارات للإستجمام في دولهم ولنا صلات مع شعوبهم تربطنا صداقات وتواصل عبر الإيميلات والماسنجر وشتى وسائل الإتصالات وتحكمنا مصالح تجارية 0 ولا أظن أنا بأن العرب الذين إعتادوا الذهاب إلى أمريكا وبريطانيا وأوروبا برمتها يستطيعون الإستغناء عنها ولكن في النهاية ما كان يفعله بن لادن من سفك دماء الأبرياء لا يجوز 0
تفجير البانتجون أو مبنى التجارة العالمي أن صح القول بأن من يقف خلفه كان بن لادن فكان هذين المبنيين بهما أفراد من مختلف جنسيات العالم وخصوصا العربية راح الجميع ضحية جراء هذه التفجيرات 0
ما أعجبني في بن لادن فقط خطته طويلة المدى التي صاغها في ما كان يؤمن به 0 ولكن ليت هذه الخطة والأموال التي قام بضخها في ما هو يسميه بالحركة الجهادية قد ضخت وفق خطة منهجية تخدم شعوبنا العربية وبالأخص الخليجية في تعليمها وأبحاثها العلمية حتى تستطيع مواجهة أكبر الدول في العالم 0
فليس القتل وسفك دماء الأبرياء هي القوة التي أتغلب بها على العالم الآن أو سلاح القنبلة والصاروخ 0 ولكن تنمية العقل البشري أستطيع التفوق والإنجاز ، والإبحار فوق بحار العالم بكل ثقة 0 فما وصلت إليه إسرائيل وأمريكا ما كانت لتصل إليه لولا تنمية عقول أفرادها والإهتمام بتعليمهم ليكونوا مركز قوى على دول العالم 0
أما بشأن ما خطط إليه أوباما من قتل لإبن لادن فهذا من وجهة نظري لن يبهرني كما أنه لن يبهر أيضا الكثير غيري ، نعم صحيح ربما يبهر البعض ولكن أنا لا أعتبر ما قام به إنجاز ولكن هو من قبيل اللعب بالسياسة فهو عمل سياسي بحت ليعطيه إضافة رصيد في الإنتخابات المقبلة التي يخوضها 0 وأصبح الكل يدلي بدلوه فمنهم من يقول إنتصرنا على الإرهاب كما يقول ساركوزي وغيره 0 ومنهم من يقول خسرنا رجل عظيم لا يمكن تعويضه كما أن الكثير يتوقع بأن يتحول الموضوع لثأر وإنتقام كردة فعل على مقتل بن لادن من قبل زعماء القاعدة في أوروبا 0 المهم هو إن بن لادن الآن قد تحول إلى " أسطورة العرب والغرب معاً "

بقلمي : السهاد البوسعيدي