بقلمي :عندما تغني الزهور
عندما تغني الزهور
مع وضح النهار - وفي غسق الليل - ومع صقيع البرد - ولهب الحرارة - هناك من وراء تلك التلال المنخفضة والمتساوية الإرتفاع - نشاهد زهورا في مقتبل العمر زجت إلى وكر الأشباح دون حساب او رقيب - زهورا تمكنت منهم ذئاب الغواية وزجتهم إلى هاويات الوحل - فحولت برائتهم إلى وحوش تنهش ما تلاقيه أو تصادفه أماهم - هؤلاء الزهور التي ما كان ينبغي من أولياء أمورهم إلا متابعة ومعرفة كل شيء عنهم إينما ذهبوا وأتجهوا وساروا -
من رفقائهم ؟
كيف هي مدارسهم ؟
ما هي نتائج دراستهم التي حصدوها ؟
ما هي كمية الرعاية والحب التي هم بحاجة إليها من والديهم ؟
أن هؤلاء الفئة كانوا زهورا تغني - تحلم بالحياة - تنتظر أمل مشرق يحول مجرى حياتهم ومستقبلهم إلى ما يطمحون !!
تنصل الوالدين من مسئوليتهم - التفكك الأسري - الإنشغال الزائد بجمع المال والأعمال - جعلت من هؤلاء الزهور المغنية تطبق على شفتيها جدران الصمت - والبحث عن حياة جديدة مجردة القيم معصورة من المبادئ والأخلاق كليمونة عصرت فوق التراب
فبدلا من أن تغني الزهور - حملت كل ما من شأنه أن يسمم التراب الذي تطئ أرجلهم عليه - فحملوا المخدرات في أكياس تباع لزهور أخرى تحلق بالغناء - كان إهمال البيت والمجتمع سببا في طمس برائتها - واصبحت تنهش فيها ذئابا كبرى متسترة خلف تلك الزهور المغنية التي ترقص بغنائها على كيس المخدرات - وأصبح رحيق الزهرة الندي مسمما بذلك الأفيون القاتل - وترامت بقايا زهور - وأصبحت جثث تنهشها ذئابا متسترة خلف أقنعة وترميها أشلاء .
لذلك لابد أن تفيق الأسر وتصحو على أبنائها- والإستيقاظ يعم كل بيت من أب وأم ومجتمع بأسره- ويشعر الجميع بالمسئولية وتتكاتف الجهود من أجل إنقاذ ما تبقى من هذا النشئ - حتى تبقى الزهور مغنية .
بقلمي : السهاد