نشرة الأخبار

آخر المواضيع

الأحد، 20 نوفمبر 2011

بقلمي : كن جميلاً ترى الوجود جميلا














الحلم جميل اذا ما وضعنا له الرؤية الواضحة والهدف الواقعي القابل للتطبيق فلا نحلم بحفر بئر بإستخدام إبرة خياطة او الصعود على سطح قمر في يوم واحد لا نحلم بالطيران كعصفور بأجنحه فالطيور خلاف البشر نحلم بتلك الزاوية البعيدة التي تتخللها جزيرة بشواطئ خلابه تحفها الأشجار من جميع الجهات وتظلها السحب مع قطرات الرذاذ الخفيف وضوء القمر منعكس على صفحات الماء وكأنه على صوانئ الفضة ، ليتنا نعلم بأن الواقع أجمل بكثير حينما يوافق طموحنا ويعطي مداركناطول بال وسعة أفق ، لا شيئ اقرب لواقع الإنسان من متناقضين اثنين فقط ،إنهما الموت والحياة ولكنهما واقع يتحقق لا مناص منه ، رغم عدم رغبتنا لترك من نحب ، او يتركنا دون إرادة منا ومنه ، ورغم ذلك نظل نطمح ونحلم بعيدا عن اليأس في زمن فقدنا فيه الشفافية والمصداقية ، والتلاحم والتآخي ، عالم سيطرة فيه لعنة المادة والمصالح ولغة الأرقام والحروف ،ومع هذا وتلك يظل البسطاء يحلمون تلك الأحلام البسيطة التي هي على قد ما لديهم ، ربما نحن نراها أحلاما تافه لا تتعدى سوى مطالب تلبى ، كحصولهم على مسكن يأويهم ويقيهم حرارة الصيف وبرد الشتاء ،او ربما كسرة خبز تسد رمقهم، ليستطيعوا الوقوف والنهوض على أقدامهم ، تلك هي أمانيهم وهذه هي أحلام البسطاء ، ماذا يبقى من دنيانا الفانية بعد هذا سوى سويعات نخطط فيها أهدافا واقعية نزرعها في دنيانا لنحصدها في آخرتنا وحتما لابد ان تكون هذه الأهداف تستحق أن ننضال ونجاهد من اجلها كهدف إنجاز مشروع يخدم شرائح مجتمعية ، او دراسة تربوية تخدم طالبا او تفيد معلما او حتى اولياء أمورهم ، فعملنا نوع من الجهاد والعبادة ، شريطة ان لا يخالطه رياء او هدفه الخوف من مسؤول ، وانما رضا الله تعالى والخوف منه هو الهدف الذي لابد عند تخطيطنا للعمل أن ننجزه. حتى يكون عملا يمتاز بالنزاهة والإخلاص . عجبا لأمة تقاتل وتضحي بأفرادها دون وجه حق ، تغتصب أرضا وتقتل شيخا او طفلا ، عجبا لأمه تخسر بشر في عنفوان الشباب
لتزج بهم في مهاوي السجون والمعتقلات وهم في ذروة قوتهم وطاقتهم ، دنيانا ترابها صبغ بلون احمر طبع ذلك اللون في اعلى السماء تلك دماء الأبرياء والشهداء واصبحت الجزيرة التي نحلم بها مدنسة برحم الخطيئة لا يمحوها زمن ولا يفخر بها تاريخ ليسجله على صفحاته وبدل ان نمتع انظارنا بالورد الأحمر والأبيض لنشم روائحه الزكيه ،
اصبحنا نبيعه على أرصفة الشوارع لنكسب به ما يسد رمقنا به ،وربما دهستنا عجلات سيارة احدهم دون ان يكلف نفسه حتى ان ينظر إلينا ،او حتى يهتم بنا احدهم من زحام الحياة ولا أبالغ ان قلت قد لا نجد بيننا حتى من يفقدنا اويسأل عنا . يدهسنا احدهم وكأنه قام بهس *** او قط تحت عجلات سيارته ، خلقت لنا الحياة جميلة ونحن من شوهناها ، وخلقت لنا بكل صفات الطهر والفضيلة ونحن من دنسناها ، خلفت نظيفة فأتسخت بقذارة سلوكنا ، ونتعجب بعد ذلك عندما يهلك الزرع وتجف ينابيع الأرض وتكتسحنا الزلازل ، اصبح حتى باطن الأرض يلفظنا من شرور افعالنا ، لا نلقي بالآئمة على احد وانما على انفسنا، حتى نفيق ونستفيق وبالحب ننثر أشعة النور ليعود كوكبنا خاليا نقيا من كل دنس وتلوث وتشرق بساتين الدنيا بألوان أزهارها الجميلة لنستمتع بما حبانا الله بعده من نعم وجمال : " فكن جميلا ترى الوجود جميلا "

بقلمي : السهاد