ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻓﺔ ﻗﺼﺮ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻳﺬﻛﺮﻫﺎ ﺣﻴﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻒ ﻓﻲ ﻧﺰﺍﻝٍ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻭﺃﻧﻔﺎﺳﻬﺎ ﺗﺴﺒﻖ ﺍﻧﻔﺎﺱ ﺧﻴﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭ ﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﻘﻒ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻭﺗﺒﺤﺮ ﻓﻲ ﺯﺭﻗﺔ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ﺗﻄﺎﺭﺩﻫﺎ ...، ﺍﻣﺎ ﻫﻮ ﻓﻜﺎﻥ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﺑﻮﺟﻪ ﺗﻌﻠﻮﻩ ﺍﻟﺒﺴﻤﺔ ﻭ ﺑﻨﻈﺮﺓ ﺗﻤﻸﻫﺎ ﺍﻟﻬﻴﺒﺔ ﻭﻗﺎﺭﺍً ، ﻭﺍﺛﻖٌ ﺍﻟﻨﻔﺲ ، ﺇﻥ ﻟﺤﻈﺔ ﺗﺄﻣﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻣﺎﺿﻴﻬﺎ ﺟﻌﻞ ﺇﺣﺴﺎﺳﻬﺎ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻳﻔﻘﺪﻫﺎ ﺍﻷﻣﻞ ﻓﻲ ﺍﻹﺭﺗﺒﺎﻁ ﺑﻪ ، ﺃﺣﻼﻡ ﻣﺘﺜﺎﺋﺒﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺗﺎﺩ ﻣﺨﻴﻠﺘﻬﺎ ، ﺗﺤﻤﻠﻬﺎ ﺫﺍﻛﺮﺗﻬﺎ ﻛﺬﻛﺮﻳﺎﺕٍ ﺟﺎﺋﻌﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺃﺧﻒ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺤﻤﻠﻪ ﻣﺴﺎﻓﺮ ﻋﻦ ﺑﻠﺪﻩ ﻣﻦ ﺯﺍﺩ ﻭﻣﺘﺎﻉ ، ﻣﻼﻣﺤﻪ ﻫﻮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻐﻴﺮﻩ ﺗﺒﺪﻭ ﺫﻛﻴﺔ ﻛﺎﻥ ﺑﺬﻛﺎﺋﻪ ﻳﻌﺒﺚ ﺑﺤﺠﺮ ﺍﻟﻨﺮﺩ ﻭﻫﻮ ﻣﻐﻤﺾ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺰﻫﺮ ، ﺃﻣﺎﻫﻲ ﻓﻠﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺍﻟﻔﺠﺮ ﺗﻮﺃﻣﻴﻦ ﻻ ﻳﻔﺘﺮﻗﺎﻥ ، ﺣﻴﻦ ﺗﺨﻠﻮ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻓﻲ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺄﻣﻞ ﻗﺮﺹ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﻫﻲ ﺗﻄﻠﻊ ﺗﺮﺳﻢ ﺃﺷﻌﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺀ ، ﻓﻲ ﺧﻄﻮﺗﻬﺎ ﺇﻧﻜﺴﺎﺭ ﺃﻧﺜﻰ ﻣﺘﺒﺨﺮﺓ ﺍﻟﻌﻤﺮ ، ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﻤﻞ ﺣﺰﻧﻬﺎ ﻭﻳﻐﺴﻞ ﺩﻣﻌﺎً ﺗﻨﺜﺮﻩ ﻋﻴﻨﻬﺎ ﺣﻴﻦ ﺗﺬﻛﺮ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻋﺎﺋﻠﺘﻬﺎ ﺑﻠﺤﻈﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﻭﺍﻟﻌﺰﻟﺔ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻬﺎ ، ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻓﻴﻪ ﺃﻗﻞ ﺟﻤﻮﺣﺎً ﻣﻦ ﺍﻵﻥ ، ﻭﻓﻲ ﻣﻠﻌﺐ ﺍﻟﺘﻨﺲ ﺑﻨﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ﻟﻔﺖ ﻧﻈﺮﻫﺎ ﻣﺎ ﺑﺪﺍﺧﻠﻪ ﻣﻦ ﺭﺟﻮﻟﺔ ﻭﺗﺤﺪﻱ ﻭﺍﻳﻘﻆ ﺧﻴﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ، ﺍﺻﺮﺕ ﺑﻠﺤﻈﺔ ﺣﻤﺎﺱٍ ﺃﻥ ﺗﻠﻌﺐ ﻣﻌﻪ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺷﺨﺼﻪ ﻓﻘﺪ ﺃﻧﺴﺎﻫﺎ ﺣﻤﺎﺱ ﺍﻟﻠﻌﺐ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻦ ﺇﺳﻤﻪ ﻭﺷﺨﺼﻪ ﻓﻬﺬﺍ ﻻ ﻳﻬﻤﻬﺎ ﻭﻻ ﻳﻌﻨﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﻲﺀ ﻓﻠﻘﺪ ﺍﻋﺘﺎﺩ ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ ﺩﻭﻥ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﻣﻨﺎﺩﺍﺗﻪ ﺑﺎﻟﻠﻮﺭﺩ ﺗﺎﺭﺓ ﻭﺑﺎﻟﺠﻨﺮﺍﻝ ﺗﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ، ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺠﺮﺅ ﺃﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﻣﻨﺎﻓﺴﺘﻪ ﻭﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻛﺨﺼﻢٍ ﺳﻮﺍﻫﺎ ، ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻗﺪ ﻧﺼﺤﻮﻫﺎ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻣﻌﻪ ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﺃﺻﺮﺕ ﻭﺑﺸﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺰﻭﻝ ﺍﻣﺎﻣﻪ ﻓﻬﻲ ﺗﻌﺸﻖ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻋﺰﻑ ﻣﻘﻄﻮﻋﺎﺕ ﻣﻮﺗﺴﺎﺭﺕ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻛﺠﺰﺀ ﻣﻦ ﻫﻮﺍﻳﺘﻬﺎ ﻭﺗﻤﻀﻴﺔ ﻭﻗﺘﻬﺎ، ﺇﻧﻬﺎ ﺃﻧﺜﻰ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻹﻧﺎﺙ ﺣﺴﺎً ﻭﺟﺎﺫﺑﻴﺔ ﻭﺷﻌﻮﺭﺍً، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺄﺧﺬ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻟﺤﻨﺎ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻠﺤﻦ ﻣﻮﺳﻴﻘﻰ ﻋﺬﺑﺔ ﻳﻄﺮﺏ ﻟﻬﺎ ﻛﻞ ﺳﺎﻣﻊ ، ﻭﻣﺎ ﺍﻥ ﺑﺪﺁﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﺣﺘﻰ ﻏﻠﺒﺘﻪ ﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﻭﻫﻠﺔ ، ﺇﺳﺘﺸﺎﻁ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻏﻀﺒﺎ ﻓﺄﻳﻘﻨﺖ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻛﺴﺮﺕ ﻛﺒﺮﻳﺎﺀ ﺭﺟﻞ ﺗﺴﻠﻞ ﺑﺪﺍﺧﻠﻪ ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﻢ ﺇﺳﻤﺎﻥ ﻭﺗﺤﻔﺮ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺗﻄﺮﺯ ﺑﻬﺎ ﺩﻓﺘﺮ ﺫﻛﺮﻳﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻐﻀﺔ ﺩﺭﺑﺖ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺃﻥ ﻻ ﺗﺤﻨﻲ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻟﺮﺟﻞ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺣﺴﺒﻪ ﻭﻣﻜﺎﻧﺘﻪ ، ﻛﺎﻧﺖ ﺧﻮﺍﻃﺮﻫﺎ ﻭﺃﺷﻌﺎﺭﻫﺎ ﺗﺘﻨﺎﻏﻢ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﻟﻐﺔ ﺍﻻﺷﺎﺭﺓ ، ﻋﺸﻘﺖ ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻭﺟﺎﺫﺑﻴﺔ ﺭﻏﻢ ﺍﻋﺘﺰﺍﺯﻫﺎ ﺑﻬﻮﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﺗﻔﺨﺮ ﺑﻬﺎ ﻭﺑﻤﺎﺿﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺭﺛﺘﻪ ﻋﻦ ﺃﺟﺪﺍﺩﻫﺎ ﺇﻻ ﺍﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺍﻫﺎ ﺍﻟﻤﻼﺫ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻠﻬﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻛﻠﻬﺎ ﻧﺴﻴﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎﺑﺄﻧﻬﺎﺃﻧﺜﻰ ﺷﺮﻗﻴﺔ ﺣﻴﻦ ﺃﺣﺴﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﻟﻘﺪ ﺇﻛﺘﺴﺒﺖ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺳﻔﺮﻫﺎ ﻭﺩﺭﺍﺳﺘﻬﺎ ﺧﺎﺭﺝ ﻭﻃﻨﻬﺎ ﺍﻷﻡ ﺛﻘﺎﻓﺎﺕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﺻﻘﻠﺖ ﺧﺒﺮﺗﻬﺎ ﻭﺟﻤﻠﺖ ﻣﻦ ﺷﺨﺼﻴﺘﻬﺎ ﻭﻃﺒﺎﻋﻬﺎ ، ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺤﺐ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﻻ ﺗﺪﻳﺮ ﻟﻬﻦ ﺑﺎﻻً ، ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﻋﺎﻟﻢ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺃﻧﺜﻰ ﺭﺑﻤﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺠﺪ ﻣﻦ ﻳﻨﺎﻓﺴﻬﺎ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﻳﺸﺒﻪ ﻭﻟﻮ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﻃﺒﻌﻬﺎ ، ﻛﻞ ﺃﻧﺜﻰ ﺗﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺭﺑﻤﺎ ﻻ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ ﺷﻬﺮﺍ ، ﻛﺄﻗﺼﻰ ﺣﺪ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ، ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺎﺗﻬﺎ ﻋﺒﺚ ﻭﺩﻳﻤﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﺤﺴﺪ ﻭﺳﺮﺩٌ ﻣﻦ ﻣﻦ ﺛﺮﺛﺮﺓ ﻛﻼﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻃﺒﺎﻕ ﺍﻟﻔﺎﻛﻬﺔ ﻳﺮﻣﻰ ﺑﺤﺪﻳﺜﻬﻦ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺳﻼﻝ ﺍﻟﻤﻬﻤﻼﺕ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﻣﻨﻪ ، ﺗﻌﻤﺪ ﺇﻧﺘﻈﺎﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻛﺮﺍﻏﺐ ﻳﺮﻳﺪ ﺗﺼﻔﻴﺔ ﺣﺴﺎﺑﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻤﺴﻚ ﺑﻨﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ﺗﺎﻳﻤﺰ ﻳﻠﻌﻦ ﺣﻈﻪ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﻣﻦ ﺃﻧﺜﻰ ﺷﺮﻗﻴﺔ ﺗﺤﻮﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺎﺯﻝ ﺿﻌﻴﻒ ، ﻭﻣﻊ ﺳﻄﻮﻉ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﺇﺳﺘﺤﻤﺖ ﻭﻭﺿﻌﺖ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺭﺫﺍﺫ ﻋﻄﺮﻫﺎ ﻭﺷﺮﺑﺖ ﻗﻬﻮﺗﻬﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﻭﺃﺟﺮﺍﺱ ﺍﻟﻜﻨﺎﺋﺲ ﺍﻟﻤﺪﻭﻳﺔ ﺇﻧﻄﻠﻘﺖ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻤﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻞ ﻻ ﺷﻲﺀ ﻳﺸﺒﻬﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﻛﻨﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ﺗﺨﻄﻔﻪ ﺍﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ﻭﺃﺿﻮﺍﺀ ﺍﻟﺸﻬﺮﺓ ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﺟﻠﺴﺖ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻭﻟﺘﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻃﻠﺒﺖ ﺷﻄﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﺍﻟﻤﺤﻤﺺ ﺑﺎﻟﻌﺴﻞ ﻭﺍﻟﺰﺑﺪﺓ ﻭﻛﻮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻱ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻠﻴﺐ ، ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻥ ﻳﺘﺤﺴﺲ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺣﻴﺚ ﺗﺠﻠﺲ ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﺷﺎﻫﺪﻫﺎ ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ : ﻫﻞ ﺃﻃﻠﺐ ﺍﻷﺫﻥ ﻣﻦ ﻏﺮﺑﺎﺀ ﻳﻨﺎﺯﻟﻮﻧﻲ ﻓﻲ ﺳﺒﺎﻕ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﻣﺘﺨﻄﻴﻦ ﺍﻟﺤﻮﺍﺟﺰ ﻓﺄﻧﺎ ﻻ ﺍﺳﺘﻄﻴﻊ ﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ﺍﻭﺩ ﺍﻥ ﺍﺳﺘﻌﻴﺪ ﻭﻻﺩﺓ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ، ﺍﻧﺤﻨﺖ ﻟﻪ ﺑﺈﺣﺘﺮﺍﻡ ﻭﻫﻲ ﺗﺒﺘﺴﻢ ﻭﺃﻋﻠﻨﺖ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﺳﺒﺎﻕ ﻣﻌﻪ ﻟﻠﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻛﺎﻥ ﻓﺮﺳﻬﺎ ﻣﺜﺨﻨﺎً ﺑﺎﻟﻌﺰﻳﻤﺔ ﻭﻓﻲ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺧﻮﻑ ﻻ ﺗﺠﻔﻔﻪ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﻟﻜﻨﺎﺋﺲ ﻭﻻ ﺷﻮﺍﺭﻉ ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﺍﻥ ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﻓﺮﺳﻬﺎ ﺑﺎﻟﺠﺮﻱ ﺣﺘﻰ ﺑﺪﺃﺕ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﺻﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﺩﻡ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﻗﺖ ﻗﺮﺃﺓ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﻭﺍﺳﻊ ﺩﻭﻥ ﺳﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﺷﺒﻪ ﻣﺴﺘﺤﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﺎﻝ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺻﻮﺭﺓ ﺃﺑﻴﻬﺎ ﺗﺘﺮﺁﻯ ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻮﺍﺭﻉ ﺃﻭﺭﻻﻧﺪﻭ ﻭﻓﻨﺎﺩﻕ ﻳﻮﻧﻴﻔﺮﺳﺎﻝ ﻭﺑﻠﺤﻈﺔ ﺗﻀﺎﺭﺑﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻣﻮﺍﺝ ﺳﺤﺮﺍﻟﺸﺮﻕ ﻭﺍﻟﻐﺮﺏ ﻣﻌﺎً ﺟﺮﻓﺘﻬﺎ ﺷﻼﻻﺕ ﺑﺎﺗﺮﺳﻮﻥ ﺑﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻲ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﺨﻄﺖ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻮﺍﺟﺰ ﻭﻫﻲ ﻏﺎﺭﻗﺔ ﻓﻲ ﺣﻠﻢ ﺃﺳﻘﻄﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﺴﺮ ﻣﻤﻨﻮﻉ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ﻣﻨﻪ ، ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﻜﺮﺳﻤﺲ ﺑﻨﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ﺳﺘﻲ ﺳﻘﻄﺖ ﻓﺘﺎﺓ ﻏﺎﺭﻗﺔ ﻓﻲ ﺩﻣﻬﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺭﺳﻢ ﺻﻮﺭﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﻳﺎ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﻠﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ، ﻋﺎﺷﺖ ﻭﻣﺎﺗﺖ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﺧﺎﺭﺟﺎً ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺺ ﻻ ﺣﺐ ﻳﺸﺒﻪ ﺣﺒﺎً ﻭﻻ ﺷﻲﺀ ﻳﺸﺒﻬﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﺧﺘﺎﺭﺕ ﻣﻦ ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ﻣﻨﻔﻰ ﻟﻬﺎ ﺭﻣﺖ ﺑﺪﺍﺧﻞ ﻣﻨﻔﺎﻫﺎ ﻣﺸﻬﺪ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻣﻦ ﻣﻼﺣﻢ ﺍﻟﻐﺮﺑﺔ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺍﻥ ﺗﺪﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﺭﻭﺍﻳﺘﻬﺎ ﻭﻓﻜﺮﻫﺎ ﻳﻮﻣﺎً ﻓﻠﻘﺪ ﻛﺴﺮﺗﻬﺎ ﻫﺸﺎﺷﺔ ﺍﻻﻫﻞ ﻭﺍﻻﺻﺪﻗﺎﺀ ﻭﺍﺧﺘﺎﺭﺕ ﺑﻠﺪﺍً ﻭﻣﻨﻔﻰ ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ ﻓﻌﺎﺷﺖ ﻛﻔﻴﻠﺴﻮﻑ ﺃﺣﺒﺖ ﺑﻠﺪﺍ ﻭﺭﺣﻠﺖ ، ﺇﺭﺍﺩﺗﻬﺎ ﺃﺧﺘﺎﺭﺕ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻭ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﺄﺷﺘﺮﺕ ﺣﺮﻳﺘﻬﺎ ﺭﻏﻢ ﺟﺤﻴﻢ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﻓﻲ ﻏُﺮﺑﺔٍ ﻭﻣﻨﻔﻰ.
تحياتي : ﺍﻟﺴﻬﺎﺩ ﺍﻟﺒﻮﺳﻌﻴﺪﻳﺔ
